قسم الفارماكولوجي الشعبة الطبية المركز القومي للبحوث

<!--<!--<!--

مصر .. بدون سمنة!!

إنطلقت الأسبوع الماضي فعاليات المؤتمر الطبي السنوي السادس عشر لدراسة العلاقة بين السكر والجهاز الهضمي والكبد، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الخالق حامد استاذ و استشاري امراض الكبد والسكر بالأكاديمية  الطبية العسكرية،  حيث ناقش المؤتمر فكره العلاقة بين أمراض السكر و الجهاز الهضمي و الكبد و  إرتباطه بأمراض أخري ، مرتكزاً علي ثلاث محاور رئيسية وهي السمنة والكبد الدهني غير الكحولي وكيفية متابعة المعالجين من الالتهاب الكبدي الفيروسي سي.

 الجدير بالذكر أن السمنة انتشرت في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم ومرجع هذا هو الحياة العصرية بما فيها من أغذية مستحدثة و قلة الحركة عموما. تفيد أحدث الدراسات أن مصر تأتي في مقدمة الدول من حيث أنتشار السمنة بين البالغين والتي وصلت إلى 35%. وترتبط السمنة بالعديد من المشكلات الصحية ومنها مرض السكري النوع الثاني وضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم وسائر أعراض المتلازمة الأيضية الأخرى، كما أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات على أن السمنة تعد من أهم الأسباب لعدة أنواع من سرطانات مثل سرطان الكبد والكلى والبنكرياس والغدة الدرقية وغيرها. كما أن السمنة ترتبط بالوفاة المبكرة مما يجعلها تمثل عبء صحيا واقتصاديا على حياة الفرد والمجتمع.

أطلق المؤتمر معلومات هامه حيث تطرق إلي أسباب  حدوث السمنة المفرطة في الأطفال والتي يمكن تجنبها بتشجيع الأطفال على تناول الوجبات الصحية التي تحقق التوازن الغذائي والإبتعاد عن الوجبات السريعة وكذلك تشجيعهم على ممارسة النشاط الرياضي وعودة الإهتمام به في المدارس. كما أكد المؤتمر على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل زيادة التوعية المجتمعية وتقديم حلول صحية في هذا الإطار. كما ناقش المؤتمر عدة محاولات لإكتشاف تطعيمات حديثة للوقاية والعلاج من السمنة.

أما المحور الثاني من توصيات المؤتمر فكانت تتعلق بمرض الكبد الدهني غير الكحولي حيث يعد أحد أهم أمراض الكبد الشائعة في مصر، بل وعلى مستوى العالم، وهو تجمع الدهون بكثرة وخاصة الدهون الثلاثية داخل خلايا الكبد لتصبح متشبعة بها.

تأتي السمنة على رأس الأسباب التي تؤدي إلى الكبد الدهني، كما أنه يمكن أن يكون ناتجا عن الإصابة ببعض الأمراض كالإصابة بالنوع الثاني تحديدا من مرض السكري (خاصة إذا كان مرض السكر له فترة طويلة، وغير منتظم فإن السكر يؤدى إلى سرعة تدهور حالة الكبد) أو ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم  والمتلازمة الأيضية والتى يضم فيها كل هذه الأمراض مجتمعة فضلا عن أن الإفراط في تناول الأطعمة المشبعة الدهون والمقلية، والأطعمة السريعة والجاهزة يؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد، وتعد السمنة المصحوبة بـ«كرش» أي تتجمع فيها الدهون في منطقة البطن من أهم الحالات التي تزيد فيها احتمالية الإصابة بالكبد الدهني بدرجة أكبر.

وتعد مصر من أعلى المناطق في معدلات الإصابة بمرض السمنة والسكري لذلك فالكبد الدهني منتشر جدا بين البالغين وصغار السن والأطفال. يسهم في ذلك أيضا انتشار العادات الغذائية الغربية الغير صحية والوجبات السريعة عالية الدهون قليلة الألياف والخضروات وعدم ممارسة الرياضة.

خطورة مرض الكبد الدهني تكمن في أنه لا يصاحبه أي أعراض، إلا إذا أدى إلى حدوث مضاعفات أخرى كالتهاب أو تليف الكبد أو سرطان الكبد، فهو مرضا "صامتا" لا تظهر أعراضه الواضحة سوى في مراحل متأخرة. ويتسبب الكبد الدهني في زيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية مثل قصور الشرايين التاجية، وجلطات المخ، مما يعني أن الكبد الدهني لن يكون مرتبط فقط بالكبد ولكن له تأثيرات أخرى على أجهزة الجسم المختلفة مثل القلب والمخ والأوعية الدموية.

كما أن الإصابة بالكبد الدهني تعمل على تسهيل مرور فيروس سي داخل الخلية الكبدية، ومن ثم يفقد قدرة الكبد على الإستجابة للكثير من علاجات فيروس سي، وهذا ما يدعو أطباء الكبد للمطالبة بخفض وزن المريض قبل تناول علاجات فيروس سي، حيث أن الفيروس يحتاج إلى وسط دهني يساعد في مرور الفيروس إلى خلايا الكبد وتكاثره داخل الخلية الكبدية.  وبناء على ذلك فإن هناك علاقة وثيقة بين الفيروسات الكبدية والكبد الدهني.

 

 ولعلاج الكبد الدهني من المهم معالجة أي مرض آخر يمكن أن تكون له علاقة بهذه الحالة مثل السكري. كذلك هناك تدابير وخطوات أخرى يمكن اتخاذها بهدف تحسين الوضع أهمها تحسين نمط الحياة من حيث تناول الطعام الصحي الذي يحتوي على قدر أقل من الدهون وتجنب الوجبات السريعة وزيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة  أو حتى اللجوء لإجراء العمليات الجراحية للتخسيس إذا استدعى الأمر ذلك مما يساعد في تحسن خلايا الكبد خاصة إذا كان المرض في المراحل الأولى ولم يحدث التليف.

أما المحور الثالث من توصيات المؤتمر فتطرق إلى ضرورة متابعة المعالجين من الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بالعقارات الحديثة وبعدما يتم شفائهم لمعرفة نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، حيث ان الفيروس سي يستهلكها وتظهر نسبها الحقيقية بعد الشفاء منه. لذا يوصي المؤتمر بضرورة المتابعة للحالات التي تم شفائها من الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بشأن نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية بنفس أهمية متابعتهم من إحتمالية اعادة تنشيط فيروس الالتهاب الكبدي بي.

 

أكد المؤتمر أيضا على ضرورة استعادة التوازن البيولوجي لبكتريا الأمعاء عن طريق تناول الأطعمة الصحية كالحبوب الكاملة والبقوليات والخضراوات والفواكه الغنية بالألياف والتي تساعد على نمو وتكاثر بكتيريا الأمعاء النافعة، الامتناع عن تناول الأغذية المصنعة والوجبات الجاهزة السريعة قدر الإمكان، تناول الأطعمة الغنية ببكتيريا اللاكتوباسيليس مثل اللبن الرايب والزبادي، أو تناول خميرة البيرة، عدم أخذ المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية وعند الضرورة لأن المضادات تقضي على البكتيريا النافعة والضارة معاً دون تميز. ويمكن للفرد تناول أقراص (البروبيوتيك) لإعادة إنبات البكتريا النافعة في الأمعاء ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب خاصةً عند الأطفال ومن يعانون من نقص في المناعة لمنع حدوث آثار جانبية عندهم.

رفع المؤتمر شعار (مصر بدون سمنة)!!

مع أطيب أمنياتي بدوام الصحة والعافية للجميع،،

د/ منال محمد السيد

المصدر: د/ منال محمد السيد

قسم الفارماكولوجي الشعبة الطبية المركز القومي للبحوث

Pharmacologydep
•إعداد قاعدة علمية راسخة تتمثل فى شباب الباحثين يتم امدادهم بكافة و أحدث الامكانيات و الخبرات الحديثة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

41,967