جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأشــــــباح بغيــــــــــر أجســـــــــــاد !!
كاد الشفق أن ينهار خجلاً .. يريد أن يرحل ثم يخشى الملامة .. كيف يرحل تاركاً يتامى في غياهب الظلام ؟.. ينازعون الرمق وينتظرون النهاية .. والتردد ليس صدقا في المشاعر ولكن خوفاً من الملامة .. جمال أضواء تتلألأ في لحظات إغراء .. يكتفي بإعجاب المشاهد ثم يختفي عن الأنظار بالتلاشي .. تواجد يتقي الاقتراب بخلاً .. ورحيل يفتقد الأسباب جدلاً .. والعجب في تبرير التلاشي بحجج لا توافق صدق الأمانة .. قال الشفق أنه يخشى من سطوة الظلام .. وتلك فرية تجادل الأنفس وتلتقي بالاستغراب .. حيث الفرية التي تنافي العقل وتستهزئ بالألباب .. فكم من شمعة هزيلة تقهر جحافل الظلام بومضة تماثل شعلة الثقاب ؟؟.. بعدها يهرب الظلام شارداً وكاشفاً غطاء الأضواء .. ثم تركع السانحة في كل الأرجاء .. حيث تتاح للعين أن ترى حين تريد أن ترى .. وأن تشاهد حين تريد أن تشاهد .. ثمار لأشجار تضحيات تقدمها شمعة تضحي بنفسها من أجل الأحباء .. تذوب احتراقاً ولا تبالي بحياتها وتلك قمة الفداء .. وهنالك من يبخل وهو يملك قوة الثراء .. وهنـا تصدق المقولة بأن العبرة ليست بزيف المسميات .. كما أن العبرة ليست بمجرد الصيت والادعاء .. إنما العبرة في تضحيات تقرن الأفعال بجهد البكاء .. وتلك حقيقة تلزم التفاضل بين صاحب الصيت والصيت .. صادق يصدق قولاً وفعلاً .. ومراوغ يراوغ افتراءاً وتلفيقاً .. ملزم يلتزم بالعطاء والفداء والتضحيات .. وصاحب صيت يوجع الرؤوس بكثرة العواء .. فلا بد من معيار يمحص معادن الرجال .. ومن الخطل الاكتفاء بمجرد المظاهر والمسميات .. فقد تكون الأسماء رنانة ولكنها قد لا تكون فعالة .. فتلك النجوم في كبد السماء تحمل ألقاب النجومية ولكنها شحيحة العطاء عند بذل الأضواء .. بينما أن ذلك القمر رغم أنه في ضيافة الشمس إلا أنه يثري برحمة الضياء .. ويتقاسم زاد الأضواء مع غيره دون تأفف أو إنكار يراود وجهه بالتكشير .. وعندها يتجلى الفرق بين من يضحي تفانياً وبين من يدعي مظهراً وصيتاً .. وبالتالي فإن الِأحكام تقع وبالاً على الناس حين يشربون الماء أجاجاً .. والضرورة تقتضي أن نقول للأعمى أنت أعمى .. حيث لا تفيد التورية خوفاً من الملامة .. ولا تفيد الناس ألقاب السيادة .. ولا تفيد الناس ألقاب القيادة .. ولا تفيد الناس ألقاب الشهادة .. ولا تفيد الناس ألقاب الثراء .. ولا تفيد الناس ألقاب المكانة .. فتلك مسميات عقيمة إذا اختصرت وكانت خالصة لأهلها .. والمروءة والشهامة تتجلى حين يبذل الباذل خالصاَ لوجه لله وليس إلا .. الإجلال لباذل يزيل الدمعة عن الأحداق .. والإجلال لمجتهد يميط الأذى والأسقام عن الأجساد .. والإجلال لسخي كريم يطرد الجوع عن الجياع .. والإجلال لجار يساند الجار في السراء والضراء .. والإجلال لقائد للأمة يتفقد الأحوال بالليل والنهار.. والإجلال لمن يحب الخير للناس كما يحب للنفس .. أما إذا اكتفى صاحب الصيت واحتمى بسياج التكبر والتجبر فهو كالعدم .. فالذي يشاهد الدموع في خدود الأطفال والأيتام ثم لا يبالي فهو كالعدم .. والذي يسمع صيحات الأرامل والفقراء ثم لا يبالي فهو كالعدم .. والذي يشاهد عنابر المشافي تعج بالمرضى ثم لا يبالي فهو كالعدم .. والذي يشاهد وقفة الناس في الهجير بمثابة يوم الحشر والقيامة ثم لا يبالي فهو كالعدم .. والذي يتفادى صيحات الاستغاثة بإغلاق الأذان وعدم الاستماع فهو كالعدم .. والذي يكتفي بالضحك منفردا والكل من حوله يبكي فهو كالعدم .. وما أكثر الأشباح التي تماثل العدم في هذا العصر !! .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش