بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

مــــا هـــــذا الزمـــــــن العجيـــــــــب ؟؟

لقد تشابهت الأيام مثل حبات المسبحة .. لا تفاضل بينها بنعم أو أعياد .. وجديد الفجر لا يبشر بترانيم الهناء .. ولا يبشر بتباشير الخير والنماء .. حيث اليوم مثل الأمس .. ومذاق البؤس لا يطاق .. حيث علقم في الكأس .. وجروح الأوجاع لا تتوقف عن النزف .. حيث الطعن فوق الجرح .. وآلام الويل لا تتوقف عن التنكيل .. حيث الدمع فوق الدمع .. وجديد الهواجس لا يدغدغ بجديد الإحساس .. حيث الحال بنفس المنوال .. ولوعة الأعماق لا تتراجع انحساراَ .. حيث دوام الآهات والأنات .. وغياب العدل يجلب غماً حيث غياب الشمس في الظلمات .. الصامت لا يسلم صمتاً .. والقائل لا يسلم قولاً .. والإرضاء شرط وإملاء .. ومهما ينحاز الحريص نحو الحائط والجدار فلا يسلم من ملاحقة النباح .. كم وكم من هارب يرجو الخلاص من علل السجال .. ويجتهد ليفني العمر بعيداً عن ساحات المنقصات والاقتتال .. ثم يجد من يلاحقه يغير ذنب ويطالبه بالاستغفار !.. والعابد المنفرد في محرابه قد يرمى زيفاً بتهمة الكفر والعصيان!ّ.. هي الشبهات في زمن الشبهات .. وهي الترهات في زمن الترهات .. وتلك هي فرية العصر الذي ينادي برتوش الزينة لحياة باهتة !.. الناس لا تترك الناس في شئونها وشأنها .. إنما تطالبها بالتملق في رأيها وأفكارها .. زمن المعيار فيه فالت وغير عادل .. القيود فيه تكبل ذلك العصامي الطاهر في حين أن الحرية لأهلها !.. ولا تترك الحملان الوديعة تمرح في رياضها وحقولها .. فتلك السكاكين دائماً تهددها بالمصير المحتوم .. فأين العافية والسلامة لمن ينشد الراحة ليجتاز دروب الحياة في هذا العصر ؟؟. والحقيقة كالشمس في وضح النهار فإن مطية العصر ليست كالمطية في أمم الفجر .. في الماضي كانت تلك المباهج التي تعادل نعمة الواحات .. كانت الدموع تعقبها الحبور والسرور .. وكانت الأتراح تعقبها الأفراح .. وكانت الخطوات سجال بين الوعكة والعافية .. وكانت النفوس ترضى حيث وتيرة ( يوم لك ويوم عليك ) .. فإذا بهذا العصر يبدل نهج الكتاب من الألف للياء .. ليشطب أطباق السعادة ثم يثبت أغطية الهموم والشقاء !.. ويرائي بمواصفات سعادة مبهمة ومرسومة في الهواء .. وتلك الحياة قد أصبحت مكابدة من المهد للحد .. والعزاء الوحيد يتمثل في قلب ذلك المؤمن المتوكل الذي يرجو رحمة السماء .. حيث الإقرار بأن للأقدار قول ولا بد أن يوضع قولها في الحسبان .. وهي تلك المشيئة الأزلية التي تمثل الرحمة وتطرد وساوس الشيطان .. والمؤمن الحريص الصادق هو من يشكر الله في السراء والضراء .. ولا يركض خلف أوهام السراب التي يرسمها بنو الإنسان .. ذلك الإنسان الذي يعد بالخيرات تحت شروط العصيان .. ومن يهادن الأهواء في هذا العصر ينال الحسرات عند الميزان .. وهذا العصر يشكل نشازاً في كافة الأحوال والأحكام .. وبذلك هجرت السعادة حياة الناس وقد لملمت عدتها لترحل نحو مجهول المكان .. الضحكة قد أصبحت نادرة كندرة الغول والعنقاء في كتب الخيال .. والفرحة قد أصبحت نسجاً من فروض التكهن والاحتيال .. والسعادة يقال عنها أنها كانت ذات يوم في كتب المقال .. والحال يربك حين يكون اليتم في الآباء قبل الأيتام !.. عصر لا يرتجى فيه اليسر بعد العسر .. ولا يرتجي فيه الاسترخاء بعد الارتطام .. والشقاء والدموع فيه كالرمل تحت الأقدام .. وتلك الدوامة من دوائر الضائقة التي تتشبث بالأكمام .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 236 مشاهدة
نشرت فى 12 سبتمبر 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,667