جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
راقبـوا هـذا العصـر بالقـدر الـذي يليـق !!
أتى من يزرع سياج الحديد شجراً .. لطافة في اللحاء وجفاء في الطبع !.. إرباك يعجب العصر !.. وإنشاد يجبر السامع .. وقائمة تفرض التواجد !.. وتلك ثياب الملائكة يلبسها الشيطان .. وقد تواجد في المقدمة ليقود الركب !.. ثم مال بالرأس تيهاً ودلالاً .. ولا يدري أحد هل كان ذلك ترغيباً أم كان ترهيباً ؟.. لقد فقد صاحبنا الدمعة في لحظة طيش .. ثم لم يجدها في الخد .. كما لم يجدها في الأرض !.. فقال عجباً من قيمة قد أهدرت في غفلة !.. فضرب الكف بالكف تعجباً !.. فقيل له لما التعجب في عصر الحيرة ؟.. ولا يستقيم الجدل في زمن هو ذلك الفالت في الحيثيات !.. وحقيقة المرء منزوعة ومزروعة في شرائح من السليكون .. وقد يشاهد أسرار الناس خبيث من أبعد المسافات !.. قال الناسك العفيف حرصت في طقوس العفة بيني وبين شريكة حياتي .. فإذا بأعين تسرق خلسة تلك الأسرار !.. هي أعين متطفلة قادمة من خلف البحار والحدود .. ومن مسافات مستحيلة !.. الحواجز قد أصبحت وهماً .. والناس في مسرح الحياة قد فقدوا الخصوصية .. ولا يظن أحد أن مسرح العفة يخلو من الرواد !.. هم هنالك دائماً يرونك من حيث لا تراهم !.. يا أيها الإنسان في هذا العصر لا تكن ساذجا بذلك القدر من البلاهة !.. تتوهم أن الأمانة محفوظة ومصانة في الصندوق وهي تباع في الأسواق !.. إلى متى وأنت تمتطي فرس البراءة ؟.. وهنالك من يسخر من ضحالة عقلك !.. تظن أن الأسرار مستورة وبعيدة عن سطوة الدخلاء .. وهي تلك التي تباع في المزاد !.. الكل يظن أن ألخصوصية في مأمن !.. وتلك مظنة بلهاء في هذا الزمن !.. والمهزلة قد تطال حريصا يتغنى بحرصه !.. يقول أنا أحفظ سوءتي خلف حجاب سترتي .. فيقال له نحن نشاهد سوءتك أكثر منك !.. لو شئنا سترناك ولو شئنا فضحنا سيرتك !.. الأثير قد أصبح نافذاً يثقب الحواجز !.. ويتعدى الحدود !.. والبيوت أصبحت متاحة لغير أهلها !.. لا حائط يقي !.. ولا حاجز يحجز !.. ولا حصن يتقي !.. ولا أسوار تمنع !.. ويخشى الحكماء أن تأتي لحظة هي الأكثر خطورة !.. والأبعد توقعاً !.. وتلك اللحظة هي أن يتمكن العصر من اقتحام أسرار السرائر في النفوس !.. وحينها سوف تقع الطامة الكبرى !.. حيث الحساب والعقاب لمجرد الخاطرة !.. لقد أقسم بأنه أغلق الأبواب والمنافذ .. ثم أغلق الشفاه ليكون القول همساً ،، كما أخفى الذات تحت الغطاء !.. ظلام في ظلام .. وصمت في صمت .. وبعدها كتب الحروف باليراع في ورقة مسحورة لا ترى ولا تشاهد تحت الأضواء !.. وفي الصباح وجد تلك الحروف منشورة في الهواء !! .. وذلك المذيع ينادي اسمه في جملة الأدعياء !.. كيف فعلوا ذلك ؟؟.. وكيف علموا بأسرار تلك الحروف ؟.. أمر يحير العقلاء !.. وحدث يربك الخبراء !
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش