جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الضائع في متاهــات العيـــون !!
قـــــــال :
أبحر في العيون نحو العمق .. فلا أجد ملامح للسواحل والأفق .. إيحاءات من الأضواء تتلألأ لتأسر القلب بالمحق .. ومهما أتعمق في التأمل أشعر بطراوة الودق .. وذاك صوت ينادي ويقول تقدم ولا تلتفت بالعنق .. فألتزم التأني تأدباً ولا أسارع بالسبق .. كالراهب يطــوف حول الدير بمنتهى الرفق .. ثم أمد في الخطوات تلهفاً لعلي أجد حافة النفق .. وأقول في نفسي إلى متى تغمرني حلاوة الألوان كالشفق .. أسير الهوى أفقد الوقار حين أرحل في الطرق .. وتلك رياح الهيام تأسرني حتى آخر الرمق .. والذنب ليس ذنبي ولكن ذنب عين تأسر القلب بروعة الفلق .. كالفنار يرشد البحار من الموت والغرق .. وقد رجوت العين أن تحررني من بوائق الأسر والأرق .. ووعدتها بالثناء والشكر إذا فكت قيودي بالعتق .. فيا لائمي لا تلمني فإني سجين الهوى أكابد جريرة الحمق .. كالنحل أعشق الرحيق وأرتاد محاسن الأزهار بالخفق .. ولا تلام النحلة إذا استماتت من اجل شهدها بالوخز والقلق .. فلما تحاورني جدلاً رغم أني أناشدك بالحق والصدق ؟.. رفقاً بقلبي فإن الأواني تتلفها كثرة الطرق .. ولا عيب في سفري فالعين مطر يغري كل من يخاطر بالعشق ؟ ,, دنوت من سواحل العين فإذا بالرموش تحاصرني بروعة النسق .. فقلت عجبا في البر جدل وفي العمق جدل فأين المفر من سطوة الحدق ؟.. صفاء يفوق السجنجل وسواد يتوسط بياضاً كطلعة البرق .. إبداع للوحة تخلو من علامات الشوائب والفسق .. وبراءة لأعين كالفنار في سواحل الشرق .. قالوا صف لنا العين فقلت أعينوني بالأقلام والورق .. ولو أصدقت في الوصف فسوف تفنون المداد باللعق !.. وسوف تبقى الذكريات حجاباً يلزم الأعناق كالعلق .. أعذروني فرب وصفي قد لا يطابق المحاسن بالكم والنمق .. وذاك لساني قد يعجز عن الإنشاد والنطق .. ورب ناسج للحرير قد يتلف الوشاح بالفتق .. وليس الواصف للمحاسن حقاً كالعازف على أوتار النزق .. ورب عاشق قد ينسى الوقار تملقاً ويجادل في سماحة الخلق .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش