بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الطــــــلاسم المحيـــــــرة !!

جدل يرفع الأسعار في أسواق الاحتيال .. حيث يزرعون الإبداع شجراً في حقول الشيطان .. ويمدون الأيدي خلسة لخزانة السلطان .. ومكتحل يفتقد الكحل في زحمة الألوان .. يقسم بالله أنه كان مبصراً حين سرقوا الكحل من العين ولم يشاهد الجاني !.. لقد بالغوا في سبل الاحتيال !.. عجائب لأمور لا تخطر على قلب إنسان .. ولا تتبادر في ذهن ماهر قتال .. احتمالات تمنع الثوابت بالقدر الذي يجلب المس والجنون .. من ينام بريئاً في هذا العصر قد لا يصحو بريئاً كما كان .. وتلك القصص لا تصدق لو لا شهود العيان .. كيف لا وهؤلاء ملائكة الرحمة في عنابر الشفاء يقومون بعمل الشيطان !.. تعجب السامع وقال يا هذا مقالك مشوق فأين البيان ؟؟. فقال قصتي تقول أن بريئاً قد نام مكتملاً في حواسه مسلماً الأمر والعهدة لأهل الأمان .. فإذا به يصحو منهوباً بكيد القرصنة والاحتيال !.. لقد فقد كلية من كليتيه في غفلة البراءة والزمان .. حيث نام مطمئناً وهو يرجو الشفاء من الأسقام .. والأعجب في الأمر أنه عاش العمر بعد ذلك وهو يجهل المفقود في باطن الوعاء !.. ولو لا صدفة الأقدار لظل جاهلاً بالأمر حتى مشارف الأكفان !.. والقصة تبدأ حين نال جرعة الخيانة تحت مسمى التخدير بأيدي الملائكة الكرام !.. لقد سلم الأمر دون ريب أو شكوك في نوايا السريرة لدى الإنسان .. وبعدها قد نام نوم أهل الكهف في ثواني !.. فإذا بالأيدي الملائكية تنهب ما في الخزانة من الأواني !!. لقد نهبوا الكلية كما نهبوا الأجزاء من الطحال والمصران والأمعاء والكبد والمفيد في الأرجاء .. هي صورة من صور الاحتيال تقع في بعض الأماكن والأحيان .. وليست هي الصورة الشائعة في كل البلدان .. يشمت شامت ليقول السرقة تمت بأيدي ملائكة مزعومة في وضح النهار !!.. وتلك سرقة لعمري في قمة البراعة والاحتيال !.. وقائل آخر لا يلوم ولا يعاتب الضحية .. بل يقول أن التخدير يبرر الإفراط في نفائس الأشياء !.. كما أن عدم التوقع للمكيدة يبرر الجهل حتى نهاية الأعمار !.. ثم تبدأ التكهنات عن الجديد في عالم الجريمة والاحتيال .. حيث يجتهد البعض ويقول كيف يكون الحال إذا تعدى الأمر سرقة الكلى والأجزاء ليكون ( القلب ) هو المرام ؟؟ .. وحينها المحك والويل والوبال !! .. حيث ذلك ( القلب ) العزيز الذي لا يقبل الإفراط ولا يملك البديل .. كما أنه لا يقبل العبث بالتهاون والتبديل !!. وهنا يضحك الضاحكون ساخرين ويقولون وما العيب في ذلك ؟!! .. فكم من الأفراد في البشر لا يملكون القلوب ثم يعيشون بين الأحياء ؟.. يصولون ويجولون دون إحساس يمثل الشكيمة !.. وقد اعتاد الناس أن يقال فلان يعيش العمر كله دون رحمة وشفقة ودون قلب يجادل بالخفقان ؟؟. والمصيبة الكبرى أن تلك الحواس تفقد مفعولها في حضرة السجان !.. حيث ذلك المحتكر الذي يفكر نيابة عن الإنسان !.. يفعل ما يشاء ويعطل ما يشاء بمصائر الإخوان !.. والجلاد حين يزيل الرأس أو يتركه قائماً في مكانه يقول في تهكم أن الأمر سيان !.. ويقول يكفي تواجد الكائن في الحياة لإكمال موجبات الإحصاء والنقصان !.. وهو ذلك الزمن الحاضر الذي يقول ليس بالضرورة أن يملك الإنسان ملزمات العقل والعبقرية !.. فهنالك في عرفهم يتواجد من يفكر عن الإنسان !.. ويأكل عن الإنسان !.. ويشرب عن الإنسان !.. والغافل في الناس هو من يبكي مجاهراً ويجهل أن الدموع تمثل سنداً لتحديد مقدار الضريبة والأوزان !.. يقول الحائر شاكياً وباكياً لقد عشت عمري وأنا أجهل اسمي بين الأنام !.. فيقال له حظك من السماء حيث البلايا تكمن في العنوان !.. ورب ضارة نافعة !.. فكم وكم أفاد الغول والعنقاء ذلك الوهم من صنع الخيال !.. هي طلاسم تربك العقول والألباب .. والمفلس حقاً هو من يهلك العقل في متاهة تئن بالأهواء .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 233 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,414