بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

كـــم أحـــببت صــوت المطــــر !!

يوم يشتكي من قلة الشمس في الأنحاء .. حيث تتوارى الشمس خلف السحب في حياء .. ولا ترى العين إلا علامات نؤكد أنها تترحل خلسة تحت الغطاء .. وتلك الغيوم تلوح بالأيدي مسافراً عبر الفضاء .. ونسائم عليلة تطرق نوافذي تريد الاختباء .. وأذني تسمع الهدير لرعد يجاهر بالنداء .. والبرق يخطف الأبصار بقوة الأضواء .. وتلك أصوات الطبيعة ينشرح لها صدري بروعة الأهواء .. أصوات لعبقري يعزف الأوتار في الخفاء .. ثم بعدها تواترت قطرات من الماء .. عفيفة خفيفة تداعب الثرى برقة الأولياء .. تهمهم وتشوش لتطرب أذني بأجمل الغناء .. صوتها عذب كترانيم راهب متيم ينشد الأوراد في جوف المساء .. فرقصت فرحاً دون وقار يسترني من أعين الرقباء .. مطر يعزف الألحان خفةً ورزازاً دون عنف يزلزل الأرجاء .. لقد أحببت ذلك العزف فتمايلت راقصاً بالانحناء .. صوت يماثل صوت كروان يغرد وهو يرجو ذلك اللقاء .. ولكن يا ويح قلبي لم تدم تلك اللحظات كما أشاء .. فقد تلاشت موجبات المسرة والانتشاء .. حين أمسك المطر فجأة عن العطاء .. كنت أقبض حفنة من قطرات الندى في كفي وأمعن في الصفاء .. ثم أرقص فرحاً وطرباً من نعمة المنال .. فإذا بها تتسرب خلسة بين الأنامل كشارد الغربال !. فيا أسفاً من حفلة لم تكمل الكرنفال .. ويقال في الأمثال دوام الحال من المحال .. جولات الفرح والمرح في عمرها تعادل الثواني .. أما جولات الهم والغم في عمرها تواكب الليالي .. وحين بدأت سحب الرحمة بالرحيل رجوتها أن لا ترحل وتتركني في ماضي أحوالي .. فلم تعيرني اهتماماً يستحق الوزن في أقوالي .. ألعن حظي وأقول لما العزيز دائماً يتعجل بالترحال ؟. ولما الأشواك دائماً تتلازم المعية كطول الحبال ؟. وأنادي مناجياً يا ذلك الجميل لما لا تكون جميلاً بالوصال ؟.. لقد جرحت قلبأً بالصدود وأنت الذي أقمت الجسر فوق القنال .. كنت أعبد صابراً في محرابي حين طرقت الباب دون إذني ورجائي .. ثم ملئت قلبي حبوراً بأجمل الأماني .. فلما تتسارع بالرحيل ؟. ولما تحاكي البرق في سرعة الهلاك ؟. أعلم في يقيني أنك أنت أسباب الشقاق والفراق .. ومع ذلك أقول أنت على الصواب ونحن الأحق بالملام !. نقــــر بجريرة لم نرتكبها ًبعفو الأنبياء .. ثم يكون الجزاء منكم ذلك الجفاء .. كم تعمقت عشقاً وهياماً لأكمل حفلة الأصدقاء !.. وكم تعمقت بعداً وآفاقاً فلم أشاهد إلا السراب والضباب .. وعيني دائماً لا ترى إلا تلك الأسوار خلف الحجاب !.. لقد ضاقت الأرض مسكناً فأصبح القلب هو المحراب .. يمثل الملاذ حين تضيق النفس من قلة الأحباب .. أتحاور وحيداً في مضجعي ثم أقلب صفحات الكتاب .. وبعدها ألعن حظي دون خوف من العقاب .. وللألف مرة أقول ( لعل ) ثم ( لعل ) يوماً ذلك الهلال يهل قبل الميعاد !. فيعود مطري باسماً للثغر كما كان يوماً ومهيبا بالوقار .. أمنيات لمجنون يسرف في الآمال ولا يحصد إلا ثمار السراب .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 323 مشاهدة
نشرت فى 15 يوليو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,800