بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

مــن يرافقني فـي مشـــوار الأحــزان ؟؟

مضيت في الدرب لا أبالي .. والصيحات تلاحقني توقف لحظة يا عمرو .. ولقد يئست من حال التمرد ثم الأوبة بحجة الصبر .. وأدمنت التراجع عن السفر .. أمارس مهنة المحن والعناق بالشرر .. وللمرة الألف عبرت بين السندان والمطرقة !.. وفي كل مرة كانوا يقولون تلك الأخيرة في العدد .. ديباجة أصبحت نغماً لا يطرب الوجدان لكثرة الحدث .. لقد دارت دوائر العبث بقدر يجلب الملل .. حيث لا يخجل قائل يردد القول للأبد .. ولا يخجل سامع يستمع طائعاً للعزف المنفرد !.. إدمان لموتى يعشقون الفرية في ألوان الكفن .. وهي ألوان ممزوجة وهماً في جدل يعرفه الكل منذ زمن !.. ومع ذلك يتسابق الشعراء في كل أرجاء الوطن .. لقد هربت تعمداً من ساحة الأحزان .. شارداً من كل قائل يردد مصيرك الوهن .. أسارع الخطى نحو مجهول مبهم .. وجهتي غير محدودة المعالم .. غير أني أبحث عن شمس في أرض الظلام المعتم .. ألتفت من حين لحين لأرى من يطاردني .. فلا أجد إلا طارداً لا يجيد الحساب .. حيث يطاردني جاهل يمزق صفحات الكتاب !.. ولو نظرت إليه زاجراُ متأففاً يقفل في وجهي منافذ الأبواب .. لقد مضيت في دربي هارباً أتجنب أسباب الاكتئاب .. ثم توقفت لحظة حين أمسك ذلك البلبل عن التغريد وقال قصتك تحير الألباب !.. تريد أن تهرب من سجن الاكتئاب لسجن فيه المجانين الأحباب !.. فأنت كالمستجير من الرمضاء بالنار!.. ألا تدري أن مثلي ومثلك مجرد مداد تستهلكه الأيام والأقلام .. مداد سيان حين يكون ولا يكون !.. لا ينال الثناء حين يبذل جهداً وفيضاً .. ولا تقوم الساعة والقيامة حين ينفذ جفافاً .. بل دائماً يتواجد في الأرض ذلك البديل .. ليؤكد أن مثلي ومثلك مجرد لحظات لموجود يعد من سقط المتاع .. ثم لحظات لمفقود لا يجلب الأسى بالضرورة !.. لقد أوجز البلبل قولاً حتى نالني بالدمع والبكاء !.. وحينها علمت أني لا أملك الأثر الذي يحدث الجرح في جبين العملاق .. ثم واصلت مشوار الهروب صوب مجهول المكان والزمان .. فنادى المنادي ساخراً إلى أين يا ذلك الهارب من أتون الأحزان ؟. ومهما تجد راكضاً فمصيرك أن تلتقي غداً عند ساحة السجان !.. كانوا لا يبالون ولا يلاحقون شغفاً لعلمهم بأن الزمام تحت الرهان !.. ميت يرحل للقبر وحيداً دون نعش مدفوع الأثمان !.. ومشفق يموت أسفاً على هارب ما زالت الحبال تقيده بأوتاد الأركان .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 202 مشاهدة
نشرت فى 11 يوليو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,348