جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
شدة العناق بعد طـول الجفاء !!
تلاقت الأحضان فوق وسادتي .. وقد أحاطت الأطواق حرمة أضلعي .. أطواق محبة قالت الأشواق في ثواني .. صدرها كان فوق صدري .. وقلبها كان فوق قلبي ـ. وعينها كانت تحدق في عيني .. ثم سكبت دمعها في دمعي .. وعندها تعانقت الدمعتان وسالت فوق خدي .. دموع اجتازت مشارف الوجدان لتنام بين جنبي .. هيام وقبلات ونظرات عطلت مكابح عقلي .. يا ويح نفسي فتلك السياج من الأيدي قد أحاطت الأبدان وهي بالنشوة تسري .. تمازجت الأنفاس والعبق بقدر أعجبت إيحاءات نفسي .. والكل يفقد الاتزان ويجهل ما يجري .. وذاك دثار الحياء قد ألجم صوتي فصرت أحاور في سري .. كم وكم كانت الفرحة رقصاً وطرباً حين نام رأسها فوق كتفي .. وحينها قلت في نفسي يا ليتها تنام نوم أهل الكهف .. خدها كان فوق خدي .. وشعرها كان يغمـر وجهي .. وذاك كفها في عمق كفي .. وأناملها تداعب أناملي بالتشفي .. أنامل غضة كالحرير حين ينساب بالترجي .. أنامل كلما أعطيتها حرية القرار كانت لا تريد التهرب مني .. ترجو العناق كما ترجو التمركز قربي .. وإذا تركتها حرة طليقة تتسلل خلسة إلى سجني .. فكأنها تعشق العناق وتعشق المقام في أسري .. وذاك باطن كفي قد تمتع بملامسة ظهرها فيا لها من نعمة يحسها كفي .. ظهرها كالندى نعومة بإمرار الأنامل قد ينحني .. يغري باطن الأنامل ليتمادي في رحلة التدليك ذهابا وإياباً ثم ينتشي .. كانت صامتة وكأنها قد أقسمت بالله أن لا تشتكي .. وتقول في نفسها لقد أهدرنا السنوات في قيل وقال لا ينتهي .. وتلك دقائق الشقاء حقب في طولها حين تبتلي .. ودقائق السعادة لحظات ولمحات ثم تنتفي .. والليل قد يجتاز هربا إذا نام الأحبة في الأحضان ويلتقي .. ويطول حبالاً إذا باتت الأنفس وحيدة بلهب النيران تكتوي .. نظرت في ساعة يدها ثم قالت يا ويلي لقد طالت مسافة عودتي .. ثم سارعت بالوداع لتتركني في حال كربتي .. ولكن ما زال عطرها يعطر أركان وسادتي .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش