بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

( قصــــــــــة قصيــــــــــــرة )

أن لـــم تــــكن هـــي فمــــن هــــي ؟؟

قـــــــــــال :

لا نعتب الضباب .. ولا نعتب الظلام .. فتلك بأسبابها .. ولكن نعتب الغفلة التي لم نحسب لها الحساب !.. والزمن هو زمن المهارة التي تجلب الحيرة وتعجز الألباب .. قلت لها يا شريكة الحياة لما لا نقتدي بالسواح ونسيح قليلاً في أرض الله ؟؟ قالت تلك فكرة عظيمة تجدد الماضي والذكريات .. فكانت التجربة لأول مرة .. رتل من السواح جمعتهم الأقدار في رحلة من رحلات السياحة بأوروبا .. وتلك هي هيئات السياحة التي تنشط في جبال الألب طوال الشهور والأيام .. كانت الرحلة تضم مجموعة منصفة من الرجال والنساء والشباب والشابات والأطفال .. الكبار شأناً والكهول عمراً .. بجانب النساء كمالا وجمالاً .. بجانب الفتيان والفتيات في أعمار الزهور.. بجانب الأطفال كالورود .. تحركت القافلة بهدوء وانسيابية مريحة للغاية .. وفي لحظات معدودة أصبحت الوجوه مألوفة بالقدر الذي يعني الصحبة والمعرفة ثم المصير والرفقة .. وكانت الملامح السائدة في الوجوه هي تلك البسمات المريحة التي تعني منتهى الوداد والمحبة المتبادلة .. ومنذ لحظة الانطلاقة كانت النشوة واضحة في وجوه الجميع .. وقد تعمد المرشد أن يصف الخارج والمناطق التي نمر بها بكل التفاصيل والدقة المملة .. الجغرافية والتاريخية .. اليوم الأول للرحلة كان يمتاز بالأجواء اللطيفة الممطرة مطرا خفيفاً .. يوم عفيف الغيوم رقيق النسائم قصير العمر .. رأيت في ذلك اليوم تلك النسائم وهي تمد يدها لتعبث في شعر الغواني والحسان .. كانت الجميلات في شغل شاغل وهن يطردن شعر الجباه من سواحل العيون .. ثم كانت النسائم تعيد الكرة مرات ومرات .. وهي لا تمل ولا تكل من تلك اللعبة .. غمرتنا البهجة ونحن نشاهد شوارد الغيوم تدخل من نافذة ثم تخرج من نافذة .. ثم كانت الليلة في نزل يركع تحت أقدام الجبال .. كان نزلاً من أجمل الواحات في كبد الصخور .. وكان المنام في مجموعات بينها التوافق والانسجام .      

       في اليوم التالي نادى المنادي بالتحرك للأمام .. ولكن ذلك اليوم قد بدأ عابساً للوجه ومكشراً للأنياب .. حيث العواصف التي بدأت تلوح في الآفاق .. وحيث الضباب الكثيف الذي بدأ يتراكم ويتراكم بالقدر الذي حجب الرؤية تماماً .. وعند ذلك أوقف السائق الحافلة جنباً في منطقة أمان .. ثم طلب من الجميع الجلوس في المقاعد حتى ينجلي الضباب .. كان الضباب كثيفاً .. وكان الظلام دامساً داخل وخارج الحافلة .. والتواصل بين السواح كان يتم فقط عن طريق الكلام .. جلسنا داخل الحافلة لساعات عديدة .. ثم أبدت شريكة الحياة بأنها تريد الذهاب للحمام .. فنصحتها بأن تسير في الممر حتى النهاية دون الانحراف يمينا أو شمالاً ,, وأن تقتدي بأطراف المقاعد حتى مشارف الحمام .. فتحركت في اتجاه الحمام حسب النصيحة .. ولكنها عادت بعد ثواني قليلة وهي تلهث ثم قبلتني قبلة عميقة طويلة .. كانت أنفاسها تؤكد التلهف والاشتياق .. فتعجبت من الأمر .. ومع ذلك بادلتها القبلة بقبلة أعمق من قبلتها .. فذهبت مرة أخرى في اتجاه الحمام .. وبعد دقائق عادت وجلست بالقرب مني وهي تحسس المقاعد بيدها .. وعند ذلك قلت لها تلك كانت قبلة جريئة وموفقة .. فقالت في حيرة ودهشة أية قبلة ؟؟ .. فقلت لها تلك القبلة عندما رجعت من الطريق للحمام !.. فقالت لم أكن أنـــا !.. فتعجبت من أمري .. وبدأت أسأل نفسي في حيرة وأقول إن لم تكن هي فمن هي ؟؟.. وأخشى أن أقول ( فمن هو )؟!! . فيا ويحي ويا يحي !!

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 277 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,071