جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
نلتقي عناقاً ونفترق خصاماً !!
عجباً كيف أبدو طاغياً حين أبدو صاغياً ؟!. وتلك عيني تغافلت ولم تنم تكاسلاً .. ولكنها تعمدت أن تهجر العناد .. فلنقل أن إبهار الجمال قد أسدل الستار .. والإحداق في الشمس مستحيل .. أعذار نصنعها لنخلق حالة من الوفاق .. رغم أن الطباق يضطرب في قلب لا يريد الحوار .. ورشفة اللوم والعتاب منها كالعادة هو ذلك التمهيد للخصام .. رشفات من كؤوس المرارة شربنا محتواها مرارا وتكراراً .. كم كانت تلك الكؤوس ومثلها .!. كنا نستر الكؤوس تلو الكؤوس حتى نصونها من المساس والانكسار .. هي تبحث دائما عن شوكة في سلة الورود لتقول ذاك هو من يجرح الإحساس !.. ثم يكون الجدال تلو الجدال .. نفي من جانب واثبات من جانب حتى تكل الأسباب !.. والقلب يشتكي هياماً ولكنه لا يخلو من العتاب .. لما لا تتركي الأحوال على السجية رحباً وانسياباً يا ابنة الأسياد ؟.. ولما ذلك التبشير دائماً يعقبه التكشير ؟.. ولما تلك الضحكة دائماً تعقبها الدمعة ؟.. أين نزعة السماحة والعفو ؟.. تجود السحابة حين تجود مطراً وفيضاً .. فلا يعقل أن تمطر السحابة جمراً في جملة الأمطار!.. وتلك روائع الألحان تنساب نغماً وعذوبة فإذا بعائق يشطر الأوتار .. يتردد القلب في خطواته ويقول هل ينتهي الحفل بالوئام ؟؟. هواجس للنفس تفقد عذوبة اللقاء كل مرة .. وتلك المرات قد تكررت .. العسر لديكم دائما بعد اليسر .. ولا يكون اليسر لديكم بعد العسر ّ!.. نلتقي عناقاً حين نلتقي .. ثم نفترق خصاماً حين نفترق !.. والحكمة العجيبة أن نواميسكم ترفض حسن الخواتم .. ومهما نحسن النوايا ونطرد الماضي ونقول تلك هي النهاية فإذا بالخصام .. وحين نلتقي من جديد نبدأ بالتباشير وعلامات الحبور .. ونقول لها لقد أجلبنا لكم باقات الزهور علامة الحب والخضوع .. فتقول لقد أجلبنا لكم المناديل للدموع !.. لا نلتقي ونفترق في لحظات وفاق واتفاق !. بل حرب بعد سلام ثم لقاء بعد قطع وجدب .. هي ترى أن الجدال والخصام فرضاً يؤكد الحب والوداد .. وأنا أرى أن كثرة الطرق في موضع على الباب خطراً يترك أثر الأيدي مساساً !.. وذاك أثر يؤكد أن الموضع قد نال كفايته من الطرق وقد يشتكي من الألم !.. آثار لا تليق بطارق يكرر الحدث .. ولا تليق بصاحب باب يسمع الجرس !.. وتلك الإشارات تؤكد أننا نختلف نهجا ومقصداً .. ثم نقف حائرين ونقول في أنفسنا : إذا كانت تلك هي حدة المساومة والاختلاف ونحن في الطريق إلى الأسواق فكيف يا ترى حدة المساومة ونحن في قلعة الأسواق ؟.. ورغم التباين في المواقف فإن القلوب تقيم الجسور دون اكتراث ولا تبالي !.. وتلك حماقة في المودة وحماقة في خطوة المشوار .. شمل يجمع القلبين ثم شتات يفرق البين !.. يد تلبس دبلة الخطوبة برضاء وشغف وأخرى تنزع الدبلة عن غرور وإجحاف .. ويقول الناصح الحكيم : إن البر أسلم في اتخاذ القرار .. أما البحر فالقرار فيه يعني الغوص في الأغوار !.. فإذا بالقلب يرفض النصيحة جملة وتفصيلاً .. كما يرفض مجرد التفكير في ذاك المسار !.. ونخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي نقول فيه : يا ليت ويا ليت !.
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش