جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
أغطيــــة الآبــــــار لا تحجـــب الأســـــرار !!
من أنت يا ذلك الواقف في عمق الظلام ؟. لما الجفاء لمنبر الأضواء ؟.. ولما الاحتماء بأستار الحياء ؟.. لو بحث الباحثون عن الأسرار لوجدوا الخلائق عراة تحت الأزياء !.. حقيقة يدركها الجميع ومع ذلك ينكرها الجميع بازدراء !.. وألوان الحياة زيف يجيدها الحرباء !.. يخدع الأبصار بنمط يوافق الظاهر من الأشياء .. أما باطن الأشياء فأنت تعلم وغيرك يعلم !.. ومع ذلك فإن الكل في هذه الحياة يجيد الدثار بقدر يمنع الإثارة .. ثم يتفق الجميع بأن هنالك سر يمنع الجهر !.. ومن فطرة البشر أن يجتهد المرء في مواراة الشائبة بالكتمان .. ثم يظن أن الآخرين في غيب عن ذلك السر الدفين !.. وتلك فرية بها قد تطمئن القلوب لحين .. ولكنها فرية تجافي جوهر الحقيقة لسنين وسنين .. ولو تعمق العبقري في مظاهر الحياة لتعجب من ألوان الطلاء .. فدائما ذلك الجد الذي يعقبه الهزل .. وذلك العطاء الذي يعقبه المنع .. في مرحلة هي الأم تطعم طفلها بغير حساب .. ثم في مرحلة هي الأم تمسك عن طفلها أعز الأحباب ! .. وعندها يتعجب الطفل عن سبب المنع والفطام ! .. ولكن هل يحق للطفل أن يحتج بالاعتصام ؟.. والوقفة في عمق الظلام لا تطرد المفهوم في الأذهان !. وهنا تتجلى آثار المثل الذي يقول : ( السابح في الماء عليه أن لا يشتكي من البلل ! ) .. ويقال لصاحب الحياء لو أنت تحمل وزراً فغيرك قد يحمل الأوزار !.. وأصحاب الأديان يقولون : ( الذي لا يحمل ذنباً فليرمي صاحب الذنب بحجر ! ) .. ولا يتوهم أحد ببراءة الواقفين في الصفوف .. فكل فرد في تلك الصفوف قد يشتكي من عيب من العيوب !.. والحكماء يقولون : الحياة أسرار !.. والبيوت أسرار !.. والناس أسرار !.. والسير أسرار وأسرار !.. ولو توارى كل صاحب سر في الظلام لأصبحت الجحور هي الديار !.. فكم وكم من عبق يزكم الأنوف ثم تمسك الأنوف عن الإشارة !.. ودين على الناس أن يستروا عيوب الآخرين .. وهم الناس الذين يوفون بديون الستر عليه !.. ولا يجوز لصاحب السوءة المكشوفة أن يفضح سوءة الآخرين !.. والتاريخ يؤكد أن الإنسانية قد نمت إلى العلياء حين اتخذت قباب الستر حبالاً للارتقاء .. وقد اعترفت بأحوال الواقع التي لا يذهبها الإنكار .. ثم اجتهدت في إزالة أسباب الشوائب والعيوب بحكمة العفو والانحصار .. والحكماء لا يرقصون على مهازل الأسرار .. ولا ينتشون بالبث والنشر في كل الأرجاء !.. ومع الأسف الشديد في هذا العصر قد تبدلت المفاهيم .. فهنالك فئات من البشر في تلك الحضارات التي تدعي الحداثة والتقدم .. تتخذ من الفضائح سنداً وهي تقول أن تلك الممارسة تمثل قمة الحرية الشخصية .. فهنالك فئات من الناس في تلك المجتمعات مهمتها الأساسية هي الركض خلف الأسرار .. والبحث عن عيوب الآخرين من الناس !.. وخاصة عيوب وفضائح المشاهير من النجوم والعلماء والرموز.. وقد يطال الأمر أبرياء الناس .. وتلك الفئات قد أصبحت متخصصة في التنقيب عن النتانة في براميل النتانة .. لتنشر للعالم ثقافة الدونية والانحطاط التي تسقط الإنسانية .. أما عوالم الأخلاق والقيم فما زالت بفضل الله تعالى بخير .. وما زالت تراعى مفاهيم الستر والكتمان .. ونفوس الناس فيها تأبى أن تخوض في الأوحال .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش