بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

حـــــــــــوار البؤســــــــاء !!

قــــــــال : سمعتني أبكي ولم تسأل !!

فأجاب : لأن الذي أبكاك قد قطع لساني ولم يرحم !!

قــــــــال : هل هو ذلك الذي سلبني عيني وقد أصبحت أعوراً ؟؟

فأجاب : نعم وغيرك من هو مسلوب العينين وقد أصبح أعمى !!

قــــــــال : لقد صرت ذلك المنهك الذي يجعل من الجدار سندا !!

فأجاب : وغيرك منهك وقد لا يجد ذلك الجدار سندا !!

قــــــــال : أشـــكو إليك أحوالي لأني أراك تشاطر الأحزان في دمعي !!

فأجاب : أشاطرك مجبرا ولو كنت املك الحيلة لغادرت أرضك هرباً !!

قــــــــال : ما الذي خطف الشمس لتكون الأرض ظلاما وقتاماً ؟؟

فأجاب : أناس يفقدون الضمائر نخوةً ويشربون الدموع خمــراً !!

قــــــــال : أهـــم من البشــــر أم هم من الحجر أم هم من الغجر ؟؟

فأجاب : بل هم من نطفة غير مخلقة نمت في أرحام الشياطين والبشر !!

قــــــــال : أهم يمثلون علامة من علامات الساعة والقيامة ؟؟

فأجاب : بل هم يمثلون ســدنة من سدنة العذاب في سقــــر !!

قــــــــال : فلما العذاب في الدنيا قبل موعد القيامة ؟؟

فأجاب : لأنهم يخشون تهرب الناس من الضريبة بحجة القيامة !!

قــــــــال : ألا يملكون لحظة من لحظــات الرأفة والرحمـة والشفقة ؟؟

فأجاب : بل يملكون اللحظة بالقدر الذي يكفي لتناول الجباية والرشوة !!

قــــــــال : ماذا يفيدهم لو ناصرتهم نفاقاً وهتافا وتصفيقاً ؟؟

فأجاب : سوف يرقصون طرباً للحظات ثم يقطعون الرأس للاحتفاظ به !!

قــــــــال : عجباً وما فائدة الرأس بغير جســــد ولا بـــــدن ؟؟

فأجاب : فوائد كثيرة منها ختام المسك بالثناء والمديح !!

قــــــــال : كيف وقد فارق الدنيا مظلوما ومهضوماً ؟؟

فأجاب : يكفي أنه نقص فاها من الأفواه التي تطالب باللقمة !!

قــــــــال : أهؤلاء يدركون أن للكون إله خالق قادر مقتدر ؟؟

فأجاب : لو كانوا يدركون ذلك حقاً لما أوصدوا الآذان بالوقر !!

قــــال : صرخة الأطفال جوعاً تشطر الأحجار أسفاً فما بال هؤلاء القوم

فأجاب : شتان بين حجر يسجد لله خاشعاً وبين إنسان يسجد للعرش عبادةً

قـــال : سماحة الدين والأخلاق تتجلى في أيدي تزيل الآلام عن الأنفس !!

فأجاب : ذاك دين الحق واليقين وليس دين الزيف الذي يخدع بالطلاء !!

قـــال : فما الحكم يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا ذلك القلب السليم ؟؟

فأجاب : سلامة القلب لدى هؤلاء مرهونة بمدى المنافع في الدنيا !!

قــــــــال : ألا يخشون من عقاب وعذاب يوم القيامة ؟؟

فأجاب : بل هؤلاء يرون الظلم صوابا متى ما كان الظلم يناصر العرش !!

قـــال : عجبا كيف يرون الظلم صوابا والخالق قد حرم الظلم على نفسه

فأجاب : ألا ترى أنهم يتمتعون بالمباهج وغيرهم محروم من النعم  ؟؟

قـــال : المقدرة قد تقي من بطش المخلوق ولا تقي من بطش الخالق !!

فأجاب :  يجهلون أن الله يمهل ولا يهمل فيظنون الإمهال هو رضا الله !!

قــــــــال : كيف يكون الرضا من الله على الظلم وهو الحكم العدل ؟؟

فأجاب : لقد فسروا الدين على أهوائهم وقــد أغرهم بالله الغرور !!

قــال : لقد ترادفت أوجاع الهموم على الخلائق وهم في ضلال يعمهون !!

فأجاب : ولو كانوا يحسون بما يحس به الخلائق لنفضوا الأيدي عن الظلم

قـــال : هؤلاء يطمعون في نيل أركان الدنيا ولا يكفيهم القليل من المتاع !!

فأجاب : ومهما تكون المباهج في الدنيا فإنها زائلة لا محالة !!

قــال : والمحير في الأمر أنهم زائلون عن الدنيا مهما يطول بهم الأمـد !!

فأجاب : ولكنهم زائلون وهم يحملون أثقال الذنوب  فوق الأكتاف إلى الأبد .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 211 مشاهدة
نشرت فى 15 فبراير 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,721