جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللوحة الجميلة بخلفية العيوب !!
لا تمدح الواجهة فإنها قد تخالف الواقعة .. والتخفي خلف واجهات الزيف قد يمثل ستراً حتى مشارف القبر .. وتلك الأسرار ليست بتلك العاصية المستحيلة .. إنما الصمت لدى الأخيار امتثال للأدب والحياء .. ولا يمثل نوعاً من الخضوع والإقرار .. سلوك من جيوب الوقار تفرضها معاني الكبار .. تلك السلوك التي تتجنب إزالة الأغطية التي تستر المستور .. وذاك دور يليق بأهل الجاه والمكانة .. وهنا يتجلى الفرق بين الأديب والسفيه ؟؟ .. فالبعض من الناس يسلك مسلك المغرور الذي يدعي المظهر وهو يفتقد الجوهر .. وفي الغالب مثل ذلك الإنسان لا يجيد الفراسة والنباهة .. وبالجهل يظن أن التحايل قد يحجب الحقائق .. وقد يزيل عنه العيوب والخفايا .. وفي نفس الوقت فإن ذلك البعض قد يكون مادحاً للنفس ومكرراً للإطراء .. وقد يرقص طربا وافتخاراً لمدح المادحين له .. ولو كان يدري فان ذلك المدح وذلك الثناء قد يكون زيفاً يسخر به العابثون بعقله .. يرقص على الخيبة وهو يتجاهل عيوب نفسه ؟.. فذلك المادح قد يمدح تملقاً يرجو بالمدح مأرباً .. يجتهد كثيراً ليوجده في الظاهر عملاقاً وهو في العمق يوجده قزماً .. فكيف يرضى أن يعبث العابثون بعقله ؟ .. وتلك صور تتكرر وتتعدد في عالم العصر .. فكم وكم من متسلق يطمع في المعالي حتى يتمكن خلسة ؟ .. وكم وكم من متحايل يمتطي سروج النفاق حتى يبلغ القمة تسلقاً ! .. وينال الحظ رغم أن الآخرين أحق منه بتلك المكانة مقدرةً وتأهلاً .. ومع كل ذلك فإن الألسن تعودت أن تلتزم الصمت تأدبا ووقاراً .. ولا تبادر بالقول وقاحةً وتجريحاً .. وتلك صور شوهت معالم العصر .. وجعلت العناوين معكوسة تقتضي التعديل .. ظروف وواقعية تشوبها قلة العدل والإنصاف .. ومع ذلك فإن الصمت والسكوت والقبول هو الأمر الشائع .. والحال يماثل فرضية النرد في الأحكام .. فأزهار النرد حين ترمى على الطاولة تحكم عشوائياً بأحوال قد تعجب وقد لا تعجب .. فالإعجاب يمثل الفرحة لرابح قد لا يستحق .. كما أن الإذعان يمثل الخيبة لخاسر قد لا يستحق .. وفي النهاية تلك هي الحظوظ كما يقال .. تلك الحظوظ التي توافق مجريات الأقدار في نهاية المطاف .. فالذي أصاب ما كان ليخطأ .. والذي أخطأ ما كان ليصيب .. وللأقدار حساباتها وأسبابها .. والنصيحة الغالية التي يرددها حكماء الناس هي أن الحياة ليست كلها تجري بوتيرة الأمنيات والإنصاف .. إنما للأقدار دور في الحياة .. تلك الأقدار التي تمتحن بالابتلاءات .. كما أنها تمتحن بالإفراط في العطاء .. والمحصلة إما شاكر أو كفور .. فإذن في الابتلاءات مقاصد وفي العثرات أسباب وأسباب .. والعبرة دائما تتجلى في مذاق الثمرات .. فإما تلك الثمرات الحلوة في المذاق .. وإما تلك الثمرات التي تماثل الحنظل والزقوم في الحلوق .. وفي كل الأحوال فإن المقتضيات لا تمس عدالة الأقدار .. تلك العدالة التي تنصح وتنادي بالقبول والإذعان في كل الأحوال .. وتخاطب العقول الواعية بعدم التأسي على ما فات .. كما تخاطبها بعدم الفرحة غرورا ونكراناً على المكتسب .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش