بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

المجهــــــــــول المنتظــــــــــــر !!

أجراس تدق في عالم الظلام .. فمن يا ترى ذلك العازف للكمان ؟.. قادم يبشر بالهناء ويلوح بأعلام السلام .. عازف يفتقد المصداقية في الوعود ويلام .. في جوهره سراب وضباب مجهول الهوية والمكان .. الجسم شبح لا يفضح الذات بالتفاصيل والأبعاد .. ولوحة التعريف مشوشة قاتمة لا تفصح الذات بالألوان .. والقيمة نكرة في كفة الميزان .. يرتدي ثياباً خيوطها الأوهام من الوعود والبهتان .. وملامح الوجه خائبة تليق بالسكران .. يعزف بوتيرة تغري كل نازف ينزف دماء الأبدان .. والصوت في الظلام ينادي أنا الأمل والخلاص لأرواح تتصارع في الوجدان .. تترقبني أمم كما هي تترقب الهلال في رمضان .. ورغم العيوب في ملامح المنادي فإنه يمثل الأمل للضعفاء والأيتام .. ويمثل النبراس لكل من يصارع الدروب في الظلام .. وكم من مشتك يشتكي من سطوة الشقاء في عالم الإنسان .. يقول غدا ذلك الفجر فإذا بالظلام يمتد لأيام وأيام .. وتجري الدموع في المآقي بوتيرة السنين في الجريان .. ورغم التسويف في الوعود فإن الأفئدة لا تكل من الانتظار .. ترتجي البصيص من الآمال التي تلوح في الآفاق .. وقد امتدت السنوات والأنفس تترقب رحمة الرحمن .. فالرجاء في نوازل رحمة تزيل الأحزان .. وتلك الأجراس توقظ الأحلام حين تدق في عالم النسيان .. رغم أنها أجراس ظالمة لا تمتطي مطية الشجعان .. أجراس دائما تتعمد التأني في خطوة الأقدام .. خطوة نحو الأمام وخطوتان عكس المرام .. والأنفس قد كلت من طول الترقب والرجاء .. وهي التي تتوق للحظات التجلي والهناء والرخاء .. يا صاحب الأجراس تعجل بالبيان فقد كفانا لحظات الانتظار لأمطار سحب عقيمة جوفاء .. كما كفانا وعود الهناء بالرسم فوق صفحات الماء .. والحكمة تقتضي تلك العجالة مهما كانت أسباب التأني والارتخاء .. فصاحب القبر لا يرتد بعد الموت حين يكمل مشوار الحياة .. وكم وكم من أجيال كانت تتمنى لحظات الإهلال والضياء .. ثم رحلت عن الدنيا وهي ما زالت تسمع أجراس النداء .. وتلك الأعمار قد أكملت مخزونها لتكون ساعة الفناء .. سنوات وسنوات عجاف تبخرت في عباب الدموع والوبال .. أجيالها عاشت تكافح الدموع وهي تقارع المحن والمصائب في سجال .. وتلك الأجراس ما زالت تعزف ألحانها وتبشر بفجر الانشراح .. فإذا بالأيام تكذب النبوءة وتؤكد النواح .. وما زالت الأحوال تعزف المعزوفة الجنائزية التي تغمر الوجدان بالبكاء .. وعندها يتضاءل الجدوى من أصوات أجراس تواصل النداء .. أجراس عقيمة لا تلد من أرحامها إلا المحنة النكراء .. فلو استحالت نوازل الرحمة من أمطار الهناء فالموت تحت راية الصمت خير من الموت في مجاهل النداء والأصداء .. والقتل الأكيد بكفة الجلاد خير من التلويح بالقتل عند الصبح والمساء .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 129 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,341