<!--
<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم
الزوايـــا الدافئـــة !!
تلك الليالي تنفرد بخاصية الأستار .. سياج من قباب الحياء التي تحجب الأسرار .. فيها تلتفي الأنفس بقدسية نهج يوجب الاختصار .. إحاطة لقلوب تحتفل بأسرارها خلف الجدار .. لحظات مودة لا بد للإنسان منها لمواصلة المشوار .. تنهار فيها حواجب الصمت والاحتشام بقدر يماثل الانكسار .. وتتجاذب فيها قوارب الأفئدة بقدر يوازي غزارة الأمطار .. ضرورة ملحاحة مكتوبة على الإنسان منذ لحظة الانشطار .. درجات من نفحات التلاقي بالحد الذي يتعدى حدود الرزانة والوقار .. عرض وقبول يطفئ مطالب الأنفس ويمنع شبهات الأضرار ِ.. طقوس مقدسة حين تجري بموجب الكتاب والسنة التي تحدد فضائل المسار .. عندها تتجلى نوازل الخير حيث محاسن الفضيلة في قدسية الاختيار .. بعدها يتواجد إنسان في الوجود بمشيئة الواحد القهار .. المال والبنون زينة الحياة الدنيا وغرة الأعين للآباء والأهل والأنصار .. ثم تزداد الأرض بالخلائق وبكثرة العباد والزهاد والأنفار .. هي تلك الزوايا الدافئة التي تمثلها نوافذ الليالي عندما تغيب شمس النهار ِ.. ولا تكون لها المزايا إلا إذا جرت طقوسها خلف سواتر الحجب والأسوار .. تلك الزوايا التي تمنع الأعين وتمنع تطفل الدخلاء والأشرار .. أسرار تحيط بها القلوب حرصا وتحجبها بألوان الدثار .. وهي لحظات تقديس وحرص لا تتحدث عنها الألسن مهما كانت ضرورة الإشهار .. فتلك سنة الحياة التي تجري في دماء الناس كالأنهار .. حيث لا يكتفي الإنسان عنها بالصيام مهما كانت قوة التصدي والحصار .. ضرورة يوجبها أعمار الأرض كما توجبها سنة الإكثار .. زوايا تعرفها الناس بالفطرة ثم تميل عنها حياءَ ولا تلوكها بالألسن سردا بالليل أو النهار .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش