بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

<!--

<!--<!--

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الظــلم يـورد الظالميــن فـي المهـــــالك  !!

اختلال في موازين الأخلاق .. والإنسان قيمة لمجرد المسمى .. ولكن ليس كل من يحمل المسمى هو ذلك الإنسان .. فالإنسانية أخلاق وضمير ورجولة وشهامة .. والعبرة بالأحداث والواقع وليست بالإدعاءات .. وما فائدة أثر السجود في الجباه إذا كان ذلك الأثر لمجرد النفاق ؟؟ .. والدين الحنيف هو أخلاق ومعاملات وحسن معشر قبل أن يكون مجرد إطالة للحى .. والدين ليس مجرد إشهار أمام الخلائق والملأ .. ثم يا حسرة على أقوام يتفاخرون بأنهم ورثة الأنبياء فإذا بأعمالهم وأقوالهم وأفعالهم تطابق صفات الطواغيت والشياطين .. وتلك لعمري هي من علامات النفاق .. وقد انتشرت مظاهر الظلم في ربوع البلاد .. حيث تلك الزمرة التي تختبئ خلف رايات التقوى والصلاح .. ثم تمارس ألوان القهر والظلم والكبت والجبروت .. وتعرض عضلاتها على شعب ضعيف مغلوب على أمره .. وقد تعودت أن تزرع الجوع والشقاء والغلاء والبلاء في حياة الناس .. كما تعودت أن تزرع الخوف والهلع في نفوس الأبرياء من الناس ..  وهي لا تبالي إطلاقا في لحظة من اللحظات على أحوال العاجزين من الأطفال والأرامل والمرضى والفقراء والبؤساء .. بل نجدها ترقص طربا وتيهاَ عندما تنتشي بالقرارات الظالمة المجحفة ,, وكعادتها هي تحصن ذاتها خلف جدران البطش والقوة .. فنقول لهؤلاء الظالمين الأشقياء : ( إذا دعتكم المقدرات والقوة والبطش على ظلم الناس وتعذيبهم فتذكروا مقدرات وقوة الله وبطشه عليكم ) .. فالقوة والمقدرة لم تكن يوما تلك الحصانة التي تقي من عقاب الله .. وقد تكون الدائرة عليكم في الدنيا قبل أن تكون عليكم يوم الحساب .. كيف تنامون ليلاَ وأنتم تزرعون الدموع والأحزان في نفوس المساكين والعاجزين ؟؟ .. ويا من تتلذذون بنعيم الحياة ورفاهيتها وغيركم يشقى ويتعذب ويعاني اتقوا الله في تلك الرعية .. ولا تجتهدوا ليلاَ ونهارا في تعزيز مواقف الكبت والقهر لتذليل الضعفاء والمساكين من الرعية .. كيف تكون لكم الخيرات والخدمات والنعيم خالصة من دون الآخرين ؟؟.. وكل الناس بمنطوق الشريعة يتساوون في الحقوق والواجبات .. وذلك الجدل يفرض عليكم أن تعاملوا الناس سواسية كأسنان المشط .. حكموا ضمائركم ولو للحظة واحدة ثم أسألوا أنفسكم ( لماذا تعيشون في متاهات الرفاهية والرخاء والهناء وغيركم يعيش في أتون الجحيم ؟؟ ) .. لماذا تكون لكم مدخرات البلاد من الخدمات والسيارات والكهرباء والمياه مجاناَ ثم تكون محرمة على الغلابة والمساكين ؟؟ .. وجوهر الأشياء يقول : ذاك إنسان وذاك إنسان فما الفرق ؟؟ .. فلماذا الأفضلية والأولوية لفئة من الناس دون سواهم ؟؟ .. يتمتعون بمباهج الدنيا والآخرة في الوقت الذي فيه أن هنالك آخرون يكتوون بنيران الغلاء والشقاء .. ويهدرن الساعات تلو الساعات وهم  يكابدون الويلات تحت وهج الشمس الحارقة ؟؟ .. وعندها تتجلى الحقيقة القاسية المريرة حيث أن تلك الفوارق الاجتماعية الظالمة مردها ذلك النظام الظالم الذي تعود أن يكيل بمكيالين .. رغم أنه ذلك النظام الذي ينادي بتعاليم الشريعة الِإسلامية السمحة .. فهؤلاء هم السدنة المختارة الذين يستحقون الرعاية والاهتمام .. بينما أن الفئات الأخرى تمثل هوامش البشر الذين لا يملكون الوزن والمعيار .، وإذا كان النظام مرتعاَ للعدل والقسط لأدرك أن الدموع هي الدموع .. سواء كانت في أحداق الفقراء والمساكين أو كانت في أحداق النخب المفضلة .. ورب فقير ومسكين هو أشد شرفاَ وكرامة من ذلك المعتدي السالب السارق الناهب .

ـــــ

 

 

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 211 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2016 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

761,041