<!--
<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمــة وداء المفاصــل !!
تسكت الأمة على مضض رغم فداحة الاعوجاج .. وهي تجاري بالصمت بوائق الحمقى .. وتلك الزمر في قيادات الأمة تدعي الفطنة في خطوات هي معطوبة تشتكي من العثرات .. خطوات موبوءة بألوان العيوب والغثاء .. زمر تتخبط في متاهات الضياع وهي تدعي النباهة والمهارة .. فتلك مهاراتها وحكمها مبتورة خالية من ألوان الصواب .. ومواقف الأمة اليوم في المحافل الدولية ناقصة القوامة والعافية !.. مشوشة مضطربة لا تلتقي بالعقل ولا تتعامل بالروية والحكمة .. وصور الأحوال اليوم تؤكد خلو الساحات من أذكياء الأمة والنوابغ .. وقد تراكمت موبقات الإخفاق في مسارات الأمة جملة وتفصيلاَ .. حيث الضحالة في المواقف والقرارات !! .. وأمهر القواد في الأمة اليوم لا تتعدى مهاراته أطراف المنخر في صفحة الوجه .. فهو إما خصم لدود لبعض أطراف الأمة ذاتها .. وإما صديق متملق لأعداء الأمة .. وإما متآمر يرائي باسم الأمة ! .. وإما ضعيف يوالي من يعادي الأمة .. وإما متملق يستجير بأعداء الأمة عند الشدائد والمحن .. وإما متسلط جبار هو ذلك الأسد على الأمة والنعامة على الأعداء !.. وإما هو ذلك المجتهد الذي يجتهد في التخلص من العقيدة تحت نزعات العلمانية والإلحاد .. صور تسقط هيبة الماضي .. وتبعد القدوة الشامخة لرجال كانوا ذات يوم في مسارات التاريخ .. وتلك الصور لا تلتقي أبداَ بجولات الأمجاد للسلف الصالح .. تلك الجولات والصولات التي كانت تفرد وتميز القواد بالحنكة والمقدرات العقلية الفائقة .. رجال في مسارات الأمة عرفوا بفطاحل العقول .. حيث كانوا يتسمون بالحرص الشديد في جمع شمل الأمة .. ذلك الشمل الذي يعني قمة القدسية في الحفاظ على الوحدة والوفاق .. خطوات حكيمة كانت تمنع الشقاق والحروب بين طوائف الأمة .. كانوا يجتازون المحن والمصائب بحكمة العقل والحنكة والدراية .. يتوادون فيما بين أطراف الأمة تقرباَ وتحسباَ من بوائق الفتن .. ويحرصون على شمل لا بد للأمة منـه .. بغض النظر عن الخلافات والاختلافات التي كانت تنمو في حقول الأمة .. ولذلك فإن خطواتهم كانت صائبة تؤكد في المقام الأول سلامة ووحدة الأمة .. وهي تلك المهارات التي كانت تتسم ببعد النظر في المرامي والمقاصد .
أما هنا اليوم فتلك الساحات تعج بالراكضين خلف الأوهام والسراب .. وتلك الضحالة في التفكير والخطوات .. والسطحية المبالغة في اتخاذ القرارات .. ويتجلى مقدار الحماقة لدى هؤلاء عندما يجتهدون في خلق الخصومات والحروب بين أركان الأمة ! .. جدل يسقط هامات القيادات وهي تتبادل الطعن في النحور ! .. ثم تقع الأكذوبة الكبرى حين تدعي تلك القيادات الحرص على حائط للسد كاد أن ينهار بالانفطار !.. والمؤسف حقاَ أن الأحوال تؤكد أن ساحات الأمة اليوم خالية من ذلك الحريص الذي يحرص في جمع ذلك الشمل المقدس ! .. ولا يتوفر اليوم في ساحات الأمة ذلك القائد الذي يطرد المكائد والمؤامرات والخصومات .. ومن العجب أن بدعي البعض توفر ذلك الشمل المزيف .. وهو شمل غير مشمول بمحاسن النوايا .. شمل ينقص العديد والعديد من الأطراف .. وعندها نجد حكمة قادة العصر مبتورة من أساسها .. كما نكتشف أن الوقفات هي تلك الوقفات الخائبة الظالمة .. وتلك خطواتها مشوبة بالزلات والهفوات .. ورغم ذلك فإن الكل يدعي الحصافة والمهارة والشطارة !! .. حيث تعايش الأمة محنة أوجاع وأحوال لم يكن مثلها في سابق العهود .. كما تجترع الأمة مذاق حنظل يتواجد في أعماق الحلوق !! .. وتلك وقفات تعيب عقلاء القادة كما تعيب الجهلاء منهم !.. وهي وقفات تسقط هيبة هؤلاء الزعماء الزاعمين النافذين الأخيار .. والكل عند القياس يتساوى في مقدار الأوزار .. وهيبة قادة الأمة اليوم أصبحت فاضحة بذلك القدر المشين .. وقد طال تخبط الأمة في متاهات الحروب والشقاق .. ولا يتوفر في الساحات اليوم من يقوم بإعادة ترتيب الأمور .. بل هو ذلك المنوال الخائب من الفشل والإخفاقات رغم فداحة الخسائر .. وتلك أنفس المسلمين بدأت تفقد الصبر في حروب تطاعن البعض في الأكباد .. كما بدأت بنان المسلمين تشير جزافاَ يمينا وشمالاَ .. وهي تفتقد البوصلة نحو آفاق الصواب .. والأسئلة في الأذهان أصبحت حائرة تردد الأصداء بغير جـواب .. متى تمسك تـلك الزلازل عن نوباتها ؟؟ .. ومتى تستكين تـلك البراكين عن ثورات الغضب ؟؟ .. والكل في بلاد المسلمين ينشد السلام والأمن والوئام .. وذلك المسلم أينما يتواجد فوق وجه الأرض هو ذلك العزيز في أنفس المسلمين .. وهو الذي يستحق الدعم والمكرمة والسند في كل الأحوال .. وهو عزيز نفيس يعزة العقيـدة والإيمان .. وأحلام الأمة اليوم تتمثل في تلك الآمال العريضة التي تعني شمل الأمة في خنادق الوئام .. دون تلك المسميات التي تفرق .. ودون تلك النعوت التي تجرح .. فالكل يلتقي في القبلة كما أن الكل يلتقي في النطق بالشهادتين .. وعندها تسقط تلك الرميات الجارحة التي تجلب الأحقاد والحروب بين المسلمين .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش