بسم الله الرحمن الرحيم
الحيــاة فـي أتــون الصواعـق !!
الأرض قد ملئت بالسجون والمعاقل .. والساحات قد ملئت بأعمدة المشانق .. وجثث الموتى تزاحم الأقدام في كل المرافق .. والطرقات قد ملئت بالزاحفين النازحين نحو الخيام والسرادق .. والأسواق قد ملئت بالبائعين للأكفان والبنادق .. ومكائد الغـدر تلاحق الأمة في المغارب والمشارق .. وتلك الواجهات لا تخلو من سجن وسجان ثم جـلاد منافق .. والموت يغدر حين يحصد الأرواح بالجملة والمفارق .. ولغة الحوار بين الناس أصبحت لغـة المدافع والصواعق .. والويلات تجتاح الديار برا وبحرا ثم جواَ لتطال كل طارق .. طفلة مسجوعة في برك الدماء وقد جندلها قاتل من الفواسق .. تفقد الأطراف كما تفقد وارياَ يواري جسدها من تحت أقدام الفيالق .. وأرملة ثكلى تولول وهي ترجو النجاة فإذا بالأبواب موصدة أمامها بالمغالق .. ونوازل الموت لا تبالي بأطفال أو نساء بل أمطار من المحارق .. والناس حيارى وسكارى بغير خمر فتلك ويلات النوازل والطوارق .. تنشد الملاذ والخلاص لتهرب من ساحة الموت إلى ساحة الموت حيث المقابر والخنادق .. والكل في حيرة يجهل أسباب النوازل والمصائب أهي فتنة بما كسبت الأيدي أم ابتلاءات من الخالق الرازق ؟.. وتلك روائح الدماء والبارود أصبحت عبقاَ للأنوف في الطرقات والمرافق .. والساعة التي تمر دون قتل وقتال تمثل العجب في عرف الخلائق .. فيا أيها الهارب الناجي البعيد في مجاهل القفار والصمت أنت في حل من نوازل المطارق .. لا تقصد المدائن والحواضر فإنها قد أصبحت منابـر لسطوة المشانق .. السيد فيها ذلك الجلاد والقائـد فيها ذلك المنافق .. والسعيد فيها من ينام في قبر وقد تخلص من زلزلة البوائق .. مقتول يجهل القاتل وقاتل يجهل أسباب الحرائق .. وقد أشكلت على الناس طلاسم الأمور والحقائق .. حيث الأبالسة يلبسون ثياب الأنبياء برفقة البيارق .. وحيث الأولياء الصالحين يرضخون في السجون بتهم الهوى والمزالق .. فمن هو يا ترى ذلك الفرعون الباطش المتسلط ومن هو يا ترى ذلك النبي موسى المنقذ من شدة الضوائق ؟ .. وتلك الأكف مرفوعة نحو السماء بالدعاء والرجاء أن تسلم الأمة من حرائق الصواعق .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش