بسم الله الرحمن الرحيم
الخطوة المتــرددة !!
العلة لم تكن في حائل يحد القدم .. فالدرب سالك وخال من كل عائق يجلب الندم .. لو لا تلك الخواطر التي بدأت تتوالد وتنمو كالشجر .. نقاط شك وريب تنادي أختها ثم أختها حتى تتراكم كالوبر .. وخطوات الماضي التي كانت تهرول بدأت تتخاذل في تكاسل وكدر .. والأنامل التي كانت تتشابك بعمق وعناق أخذت تتراخى في حذر .. وخلفية الأضواء للمشاعر والأحاسيس بدأت تتضاءل وكأنها تفقد القمر .. تبدو بها شوائب الألوان قتاماَ ثم ذلك الدم باللون الأحمر .. والقلب قد تناصف نصفين نصف يعانق الفجر بشوق ونصف يتقي الشمس من ويلات الضجر .. وصفحة المرآة تصفو أحياناَ ثم أحياناَ تتلون بالشك المنهمر .. وذلك اللسان يحير حين يمدح مرةَ ثم أخرى يهجو بوابل من الشرر .. مرة يحسن القول إحسانا يثلج الصـدر .. ومرة يأتي بأقوال تنذر بالويل والخطر .. والعيب في قلب مخلص صابر يرى العلة ومازال ينتظر .. الأقدام تشد للأبعد والأبعد والذكريات تشد القلب لقيـود القدر .. صوت ينادي بالفرار بعيداَ وصوت يفضل الانتظار تحت المطر .. قلب يجود بالوفاء والإخلاص رغم الطعنات بالخنجر .. تضحية من مخلص يبذل القلب فكم من مخلص قد يموت بالغدر .. يعشق الموت في ظلال المحاسن ويفضل الرقص في باحة القبر .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش