بسم الله الرحمن الرحيم
البشــرية تحصــد ثمــار الحنظــل !!
لا يليق التهاون والشماتة بأرض الأنبياء .. فالاختيار لها مكرمة من السماء .. والإنسان في مسالك الأرض درجات ومقامات ومقادير .. إنسان بمقام النور والتقوى يستحق نظرة السماء .. وإنسان يمتطي الإذلال فرساَ ليتخبط في أروقة الدنايا والدونية والهاوية .. ينحدر في الدرك نحو الأدنى ثم الأدنى .. وهو يفتقد معالم التسامي الروحي العالي حيث تتلاعب به الأهواء .. وحيث الفطرة المسلوبة التي تميل لنزعات النفس وحب البقاء .. تلك الأنفس التي تفتقد معالم الأنوار في السلوك والسريرة .. وذلك الانحدار في القيمة الإنسانية يسقط الإنسان عن نظرة ومكرمة السماء .. لأنها أنفس ترضى لذاتها حياة البؤس حيث الإباحية والفجور والانحلال .. فهي تعيش الأعمار في الظلمات ثم تعبد منابر الشيطان .. وفي هذا الزمن تتعاظم وتتسع دوائر الظلام لتكتسح وجه الأرض .. اتساعاَ يوافق مقدار الزيادة في تعداد البشر .. في الوقت الذي فيه تتراجع وتنكمش دوائر الفضائل والأنوار .. وتلك رسالات السماء للبشر قد تواترت وتعاقبت وأدت أدوارها كاملة في الأمم السابقة .. ثم كانت خاتمة الرسالات لسيد البشر أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. واليوم نشاهد في مشارق الأرض ومغاربها تلك الحروب الضروسة تشن ضد الرسالة السامية التي تمثل مسك الختام .. فتلك حروب الأعداء والملحدين في كل أرجاء المعمورة .. وتلك حروب المغضوب عليهم والضالين .. بجانب حروب الأبناء من سواقط الأصلاب .. هؤلاء الأبناء الذين يحملون نعوت المسلمين بغير إسلام .. والذين يشكلون الصورة المهينة المشينة لجانب من ذرية المسلمين .. ينتمون لخنادق الإسلام نسلاَ وأصلاَ ويعادون الإسلام نصا وروحاََ وحرباَ .. تلك الفئات المسيئة الهابطة التي تشوه صورة البيت الإسلامي الطاهر .. تسقط هاماتها خسة ودناءة حين تناطح السماء بذلك النمط الفاضح دون الحياء والاستحياء .. هؤلاء الأبناء من أصلاب المسلمين الذين يهربون من ساحات الفضيلة والنور والشموخ ليتشبثوا بساحات الأعداء أهل الظلام والفجور والعصيان .. الأبناء الذين ينادون ويطالبون جهاراَ ونهاراَ ببدائل لرسالات السماء .. وهم يفضلون الدساتير الوضعية والعلمانية على الدساتير الربانية العليا .. وبذلك ينالون السخط والغضب من الله .. وذلك هو الخسران المبين .
والأرض بدأت الآن تشتكي من أنفاس الظلمات .. حيث تتسع رقع الظلام في المشارق والمغارب .. في حين أن دوائر النور والفضيلة تنحصر وتتراجع حيناَ بعد حين .. وتدور في الأرض المزيد والمزيد من تلك الدوائر الهالكة المهلكة .. ثم تلك الأوحال من المعاصي التي تصول وتجول فيها أكثرية البشر .. بجانب تلك الإباحية المطلقة التي تسمح بتداول أنواع الموبقات والمفسدات والخطايا والفسوق والعصيان دون الخوف من الله ودون الخشية من العواقب .. كلها علامات سوداء تؤكد أن الأرض بدأت تفقد السلام وتفقد الأمان .. والمحصلة هي تلك الويلات والحسرات حين تتجبر البشرية وتستغني عن دعم ورحمة السماء ! .. وتلك الأهوال التي تجري فوق سطح المعمورة اليوم ما هي إلا بما كسبت أيدي الناس في محاربة الله ومحاربة العقيدة السامية في السر والعلن .. وهي إرهاصات متوقعة حيث النوازل من الكرب العويصة والمصائب والحروب والدمار والشتات والتناحر .. وأرض المسلمين وغيرها نجدها اليوم تغلي بالفتن والحروب والقتال والدمار والفرقة والشتات .. حمم ونيران في قوتها تعادل فوهات البراكين وساحات الزلازل .. أهوال وأحوال تشيب الولدان .. ومستجدات تلو مستجدات تطال لتلاحق الساحات بالأوجاع والويلات والنكبات .. تخرج الأمة المسلمة من معضلة لتقع في معضلة أخرى .. تعالج مشكلة كبرى لتنبري مشكلة أخرى أكبر وأفجع .. وتنتشر المصائب والبلايا في الأرجاء كالنار في الهشيم !! .. وما ذلك إلا بما كسبت أيدي المفسدين الذين يحاربون الله والعقيدة .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش