بسم الله الرحمن الرحيم
الإنســـان والطبـــائع !!
تلك الدواخل في الوجدان تمثل الأسرار في نفوس البشر .. مساحة في العمق تعني الخصوصية .. والنفوس ميالة في تقديس تلك المساحة وتحيطها بنوع من الكتمان والسياج .. فهي تلك المساحة التي تمثل المنبر الخاص .. وعبر ذلك المنبر يتفاعل الإنسان وينطلق في توجيه سلوكياته .. حيث ذلك المجهر الخاص الذي يفحص الأمور ويحدد الصواب والخطأ .. ثم القرار الذي يتجنب العيوب ويحسن المحاسن .. ولكن تلك الأحكام قد لا توافق أحكام الآخرين في القياس .. فهو قد يرى العيوب والمحاسن من زوايا مغايرة عن زوايا الآخرين .. وذلك التباين هو الذي يحدد طبع إنسان عن طبع إنسان آخر .. فنجد الناس تختلف كثيراَ في طبائعها .. وقد تتباين لدرجة المبالغة والتنافر في بعض الأحيان .. والمحصلة تبرر الاختلافات في وجهات النظر .. تلك المعايير التي تخلق الاضطراب والخلط عند تقييم سلوك من السلوكيات ,, فقد يرى أحدهم المسلك حسنا وهو معيب في قياس الآخرين .. أو قد يرى المسلك معيباَ وهو ليس كذلك في معيار الآخرين .. وتلك الخواطر والأمزجة هي التي تحدد صورة الشخصية في الإنسان .. وهنا تكمن النعوت والصفات .. فيقال فلان صاحب الطبع كذا .. وفلان صاحب المزاج كذا .. ومن العجيب أن الطبائع قد تفيد الصاحب وقد تخذل في بعض الأحيان !! .. فهنالك صاحب الطبع الذي يمتلك الخواطر العالية ويمتلك المهارة في المقدرات والسعة في المعلومات ثم يفقد الجرأة والإقدام ليكنى بصاحب الطبع الخجول المنطوي .. وبالتالي هو يفقد أهلية العطاء والمنفعة .. وقد لا يفيد المجتمع بذلك القدر المطلوب .. فهنا نجد الطبع يضر بالصاحب .. وبنفس القدر هنالك الآخر الذي يملك الجرأة والإقدام في الطبع ولا يملك تلك المهارات والمواهب والمؤهلات .. فيبذل المستطاع بقدر الإمكان .. وهنا نجد الطبع ينفع الصاحب وينفع الآخرين بالقدر المتاح .. وتلك الطبائع في الناس كبصمات الأنامل تختلف كلياَ ولا يمكن أن تتشابه بالتمام والكمال .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش