بسم الله الرحمن الرحيم
البـدر الأســود !
كم نظرت لعينيها .. وسافرت في واحة إبداع تكاملت جملة وتفصيلا .. وتلك دائرة البياض قد احتضنت دائرة السواد .. واحتضان الحاضن دلالة على عزة المحضون .. فذاك السواد للعين توسط العين لعـزة تفرض الإحاطة .. وقد مثل السواد في العين بدراَ مثل بدر السماء .. فيا عجباَ لبدر أسود خالف البدور في البياض !! .. خلط من العزة والألوان خالفت جدلاَ وتجافت الحقائق .. ثم حلاوة التناقض الذي أوجد التفاضل في الألوان والمسميات .. ذلك العجب الذي تجلى حين تطرف السواد بروعة وجمال ليطرد الماضي من الشؤم في معاني السواد !! .. وذلك العناق في ساحة العين بين السواد والبياض من دونه تفقد العين روعة الجمال والافتنان .. فلو تجرد بياض العين وأنفرد لبكى المـآل من فرط البياض .. ولو طغى سواد العين وانتشر لبكى الليل من فرط السواد .. وذاك بدر العين أراد أن يتمايز عن بدور السماء بالسواد لأن التشابه يفقده نعمة التفوق والمقام .. وكان الإبداع من خالق بديع حين أوجد بدراَ من السواد .. ذلك السواد الذي توسط كبد العين بعزة حتى تعرف الناس قيمة السواد .. والبياض كصدفة البحار تحضن لؤلؤة السواد من الحسد والأحقاد .. لا يستقيم هلال العين إذا فقد إحاطة البياض .. ولا يستقيم بياض العين إذا فقد هلال السواد .. تكاملا وتعانقا وتجملاَ حتى أصبحت لوحة العين درة مثل الجمان .. ولا يليق الوصف بالحسن والضياء إذا لم تأخذ الأسماء حقيقة الألوان .. فالأسود قد أطل عزا عندما توسط بؤرة العين ليكشف للخلق جمال الإنسان .. والأبيض قد فاض بحراَ وسحراَ عندما أحاط السواد بالأحضان .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش