بسم الله الرحمن الرحيم
رفـــاق الـــدرب !!
قــــال :
تخلفت عن ركب الأحبة فصرت منبوذاَ وفي اليد بطاقة الوطن .. أبحث عن رفاق الدرب أناجيهم وأناديهم فلا أسمع لهم صوتاَ يطرب شغاف الأذن .. ولقد تركوني أكابد الوحشة من بعدهم وحيدا ضعيفاَ أشتكي من كثرة الوهن .. أتواجد في سرب غير سربي وأغرد خائباَ بنشاز الأنغام واللحن .. وهؤلاء أهل الزمان يرمقونني بنظراتهم شزراَ لأني دخيل تعديت حدود الزمن .. لا تضحكني ضحكاتهم ولا تبكيني موجعاتهم حين يبكون بالحـزن .. وتلك محنتي حين تخلفت عن قافلتي وقد سافرت لسواحل اللحد والكفن .. أجتهد سداَ لأشرب من كؤوس العصر ومهما أشرب لا يطرد الظمأ شراب الزمن .. فذاك المذاق حنظل لا يطاق وفي الحلق مرارة العكن .. والأطياف تتملك وجداني وكلما تهطل أمطار الذكريات أجد الدموع تبلل ملابس البدن .. وتلك أصداء ضحكات الرفاق والأصحاب ما زالت تتردد في أغوار الخيال والذهن .. فيا ليتني كنت سباقاَ أمسك أنامل الأتراب في رحلة الموت والمصير وأمسك بمقدم الرسن .. فمالي تأخرت عن ركبي وقد رحلوا دون أن يتفقدوا سواقط الأوراق من أسطح الفنن .. وقد تنكروا للعشرة حين مضوا غير عابئين في رحلة الأسرار والمـنن .. أتطلع في وجوه الناس فلا أري أحداَ من أهل زماني يشاركني مواجع الشجن .. أحادث النفس وحيداَ حين لا يحادثها أحد فيقال عني ذاك مخرف يفقد العقل كالمخبول صاحب المس والجن .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش