جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيــن النخــوة فــي أهــل العقيــدة ؟؟
ذاك محدود الإحساس من يبكي فقط حين تؤلم جروح البدن .. والبكاء أحرى وأسمى حين تنزف وتؤلم جروح الأمة والعقيدة .. وتلك الكتل الصماء التي تعج بها الأمة تعودت في الآونة الأخيرة أن تنادي يا نفسي ويا نفسي ولا تنادي يا ديني ويا عقيدتي ويا أمتي .. تعودت أن تتفرج على الأحداث التي تجري في ديار المسلمين ثم تمر مرور الكرام .. وكأن الأمر لا يخصها لا من بعيد ولا من قريب !! .. ودماء المسلمين الطاهرة تهدر سداَ غدراَ وخيانة هنا وهنالك في أرجاء المعمورة .. فهي تلك العددية المسلمة الهائلة التي تلتزم الصمت .. فكان الأحرى بها أن تتحرك إيجاباَ فإن لم تستطع فقولاَ واحتجاجاَ .. فإن لم تستطع فامتعاضاَ ورفضاَ وذلك هو أضعف الإيمان .. ولكن أصبحت سمة التجاهل والتخاذل والتكاسل والطناش هي السمة السائدة اليوم .. فالأغلبية المظهرية بدأت تأخذ الأمور بمنتهى التهاون وعدم الاهتمام .. فأين غيرة المسلمين على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ؟؟ .. وأين حق المسلمين على المسلمين ؟؟ .. وأين التواد والتراحم والتواصل والتعاضد والتساند بين المسلمين في أرجاء العالم ؟؟ .. والإسلام ليس مجرد شعار فقط لتحديد نوع العقيدة في قسيمة الهوية .. ولكن الإسلام دين مكمل الجوانب .. دين عبادات ودين معاملات .. ودين تراحم وتواصل وتعاضد .. فما فائدة العددية المسلمة الكبيرة إذا كانت لمجرد التعداد الإحصائي والتفاخري ؟؟ .. وذلك التهاون وعدم الاهتمام واللامبالاة من الكتل الإسلامية الهائلة في العالم جعل الدماء المسلمة رخيصة متاحةَ مباحةَ للآخرين من الأعداء .. وأصبحت دماء المسلمين هي أكثر الدماء التي تراق فوق سطح الأرض في هذه الأيام !! .. ومن سخرية الأحوال أن دماء المسلمين قد هانت وفاقت درجات أدنى من دماء الحيوانات .. فالعالم قد يحتج على قتل الحيوانات تعسفاَ وجوراَ ولكنه لا يحتج ولا يبالي بقتل المسلمين !! .. وعند إشراقه كل صباح تحمل الأنباء عن مقتل العشرات والمئات من المسلمين في أماكن متفرقة من العالم دون أن تترك تلك الأنباء الصدمة المطلوبة في نفوس الأمة الكبيرة المسلمة .. فهي قد أدمنت حالات الرضوخ والإذعان والخضوع والإذلال .. وقد يبرر القائل بأن تلك المجازر تجري فوق سطح الأرض بما كسبت أيدي المسلمين أنفسهم !.. وأن أي حدث يجري في الساحات هذه الأيام لا بد أن يحمل بصمات ذلك المسلم .. فهو إما ذلك القاتل المأجور وإما هو ذلك المقتول المقهور !! .. ولكن تفاقم الظاهرة وتفشي الفتن وتكرار الأحوال لا يبرر السكوت بأي حال من الأحوال .. كما لا يبرر البلادة في الشعور والإحساس .. وأن تلك الوقفات السالبة من الأغلبية المسلمة حين تلتزم الصمت تؤكد أنها أغلبية صورية تحمل الإسلام اسماَ وليس جوهراَ .. فالمسلم الحق يتألم بآلام المسلمين أينما تواجدوا .. ونفسه لا تقبل أذية المسلمين مهما كانت المبررات .. ولا ينام له جفن وهو يرى الظلم يجري على أبناء عقيدته .. فهل ماتت الغيرة الإسلامية في نفوس الأغلبية ؟؟ .. أم أن تلك الظاهرة تؤكد بأن الأغلبية تمثل صورة شكلية لمجموعات تحمل الإسلام نعتاَ ومظهراَ دون ذلك الإخلاص للعقيدة ؟ .. مجرد طلاء من المسمى يغطي المساحات الشاسعة ولا تملك أثراَ فعالاَ في تغيير مسارات المجريات .. فالإسلام الحقيقي لا يقبل المهادنة ولا يقبل التنازلات ولا يقبل الاستسلام والخضوع .. ولو جرى غربلة عناصر المسميات في العالم الإسلامي لأسقطت فتحات الغربال الكثير والكثير من تلك الانتماءات المتسلقة المحسوبة على الإسلام والمسلمين .. تلك العددية الهائلة التي تحمل المسمى ولا تحمل الإخلاص للإسلام والمسلمين .. وفيها شوائب الملحدين والعلمانية والمرتجلة .. وتلك الغربلة تفيد في النهاية حيث الخلاصة الخالصة النقية لأمة مؤمنة صادقة تمثل النخوة الإسلامية الحقيقية في العالم .. فالغثاء المظهري هو الذي يغطي الساحات اليوم .. ذلك الغثاء الذي يكتفي بالعناوين الرنانة ولا يحمل مثقال ذرة من جوهر العقيدة .. كما أن تلك المسميات المظهرية الغالبة التي تعني مجرد الانتماء هو جدل يضر بالإسلام ويضر بالمسلمين ويشوه الصورة العامة .. فكيف يكون المسلم مسلماَ حقا وهو لا يبكي لبكاء المسلمين في أرجاء المعمورة ؟؟.. كيف يكون المسلم مسلماَ حين يسمع أنباء القتل والدمار في ديار المسلمين ثم لا يرفع الكف بالدعاء إلى الله بأن يزيل الفتن وينصر المسلمين بالفرج القريب ؟؟ .. كيف تنام عين المسلم وهو يرى الفتن تجتاح العالم الإسلامي ثم لا يسأل رب العرش العظيم بأن يرفع عن الأمة الوبال والبلاء والابتلاء ؟؟.. أما الصور الحالية التي توحي بتلك السلبية القاتلة في أمم مسلمة ترى الأحداث ولا تبالي فإنها صور قاتمة لا تليق بأهل العقيدة العالية السمحة .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش