جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
حيـن تنازلـت الأمــة عــن جبـال الذهـب !!
جرثومة الخيبة تمكنت وأصابت النفوس بأسقام الجبن والتخاذل .. ووباء الاستكانة والمذلة تفشت في مشارق الساحات ومغاربها .. فهانت وقلت مقام الأمة في أعين الأعداء .. وليـوث الغاب في الأوطان ندرت في تواجدها وتوارت عن الأنظار .. لتحل محلها شراذم الأقزام .. والنفوس الحرة تتوق لماضي الرجال في التاريخ الذين كانوا يقارعون الخطوب والإعصار .. فأصبحت الساحات متاحة مباحة لمهازل وملاطش القرود والخنازير .. والتي تجول وتصول فيها كيف تشاء .. لتزرع المهازل والمخازي وتوجد مرديات المهانة والإذلال .. وقد خابت تلك الواجهات التي تمثل أوطان الأمة .. فهي إما تلك الضعيفة التابعة الخاضعة بالخيبة المفرطة لشروط وذيول الآخرين .. وإما هي تلك الهزيلة المفسدة الكالحة التي تنكل بشعوبها وتفسد وتنهب خيرات أهلها .. وإما هي تلك الواجهات المقيتة المصنوعة بأيد الأعداء .. تلك التي لا تملك قرار نفسها .. فهي تزرع الهموم في النفوس بالتخاذل المفرط حيث إظهار الطاعة والولاء للأعداء بذلك القدر الذي يجلب الخزي والعار .. وبخسة ودناءة تتجسس لهم وتتآمر معهم وتحارب عنهم .. وقد تركع وتسجد لهم إذا دعا الداعي .. كما أنها على أهبة الاستعداد لتنفيذ مخططات الأعداء الدنيئة مهما كبر أو قل شأنها .. وأنها مستعدة في إبادة شعوبها عن بكرة أبيها لإرضاء الأسياد والأعداء .. وقد تكون الواجهات هي تلك النبتة الشيطانية التي تفرزها مجريات أحداث الفتن والتناحر والشتات .. جدل من الخيبة يتمثل في جماعات تمتطي الجهل وتمثل الإفراط بقلة العقول لتنادي بالفئوية والأقلية والانتماء العنصري والطائفي .. تلك الجماعات التي تمثل القزمية في الأحجام والتي بدأت تشكل ظواهر الشتات والفرقة .. جماعات وفئات تتحدث عن ذاتها ولا تتحدث عن أوطانها بالعموم .. واجهات كئيبة مظلمة ضعيفة هزيلة شوهت صورة الأمة أينما تواجدت .. وتلك الواجهات مهما كبرت قوتها أو ضعفت فهي نتوءات مشوهة مخزية تتواجد في مواقع الشرف والعزة دون أن تكون بأهلها .. رموز باهتة لا تشرف الشعوب والأمم فهي تلك التي تجلب علامات السواد والخيبة في مسار الأمة الكبرى .. وتلك الصور الكالحة المؤلمة الموجعة التي تدور في الساحات اليوم تجعل النفوس تتحسر على ماضي الأمة المجيد .. ذلك الماضي الذي صنع جبال المجد في صفحات التاريخ .. ومراحل في مسار الأمة كلها بطولات وكرامات وصولات وجولات دون أن ينحني أحد هامته لأحد في مذلة ومهانة .. رجال كانوا لهم الصدر دون العالمين أو القبر .. واليوم الساحات خالية تمرح في أوحالها شراذم المهازل وأشباه الرجال .. ولا يتواجد في رموز الأمة ذلك البطل المقدام المحنك الذي يستحق إشارة البنان .. واجهات كئيبة مقيتة لا تليق بمقام الأمة ولا تشرف سيرة الماضي والتاريخ .. واجهات تدخل عند تصنيفها ضمن الوباء والامتحان والمهالك والمزالق التي ابتليت بها الأمة في مسارها .. والأمة لا تملك في محنتها إلا الصبر .. وقد صبرت ثم صبرت حتى كل الصبر من صبرها .. بالرغم من أن الديمومة في ساحة الصبر نار تكوي الأفئدة والوجدان .. ثم يجري ذلك السؤال المحير كيف بدأت محنة الأمة ؟؟ .. وقد كانت هي الرائدة القائدة للعالم ذات يوم .. فيجيب البعض بأن المحنة بدأت حين ولدت حواء تلك الأقزام التي شكلت الواجهات .. ويجيب البعض الآخر بأن المحنة بدأت حين تنازلت الأمة عن كنوزها من جبال الذهب .. تلك الجبال التي تمثل الأمجاد والتاريخ والسيرة العالية .. وحين رضيت الأمة بمساقط المقام والشأن .. وحين أهانت وأرخصت شأنها ورضيت بفتات فضلات الأعداء .. وحين أصبحت رموزها هي تلك المهازل الذليلة التي تملك الاعوجاج في رقابها ولا تملك مقدرة النظرة نحو السماء .. بل هي تلك الرقاب التي دائماَ وأبداَ تنظر ناحية الأرض في مذلة تراقب مواضع المداس في أقدام الأعداء .. فالعلة المستفحلة تتلخص في كل الساحات في ذلك الغراب الذي يمثل دليل القوم .. ذلك الدليل الذي يمر بهم على جيف الكلاب .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش