بسم الله الرحمن الرحيم
مـا هـو الجديـد في عصــر المهــازل ؟؟
أي جديد يجتاح سواحل العصر والزمان ؟؟ .. وقد كلت وملت الأنفس من طوارق المحن والعواصف الهوجاء .. والسلام غاب طويلاَ وهو يرفض الإطلالة ليغمر الساحات بالأمن والرخاء .. والعقل يرفض أن يجاري السنوات تلو السنوات في أتون الأحداث الكئيبة .. تلك السنوات التي تنوء بأثقال الهموم والأحزان .. وعواصف المحن تضرب الأوطان والأحوال براَ وبحراَ وجواَ .. أجواء قاتمة كالحة فيها لحظات الضحكة قليلة .. كيف يضحك الضاحك والموت يجول في شوارع الأمة .. الألوان كلها أصبحت حمراء في صورة المجازر والدماء .. والعبق في الأجواء أصبح ذلك الكم المسيطر على الأنوف بروائح الدماء .. واللوحة الملصوقة بالحوائط هي لوحة الأطفال والقتلى الأبرياء .. والمشهد المألوف في الواجهات هو مشهد الأرامل الثكلى .. والأناشيد المتداولة في الساحات هي أناشيد التخاذل والخيبة .. والأحلام الماثلة في الأذهان هي أحلام الماضي حيث عهود أبطال الأمة .. فأي جديد يجتاح السواحل ؟؟ والأيام قد تشابهت ؟؟ .. فاليوم كالأمس والأمس كالشهر والشهر كالعام والعام كالقرن .. والغد هو ذلك المجهول الغارق في بحور التشاؤم .. ولا يلوح في الآفاق بصيص أمل يعني بوادر الانفراج .. هانت الأرواح كثيراَ في عرف هذا العصر .. وأصبحت تلك الدماء رخيصة حين تأبى الخضوع والإذلال .. وحين تلازم كلمات السماء والتوحيد .. وخلال أسبوعين فقط شارف عدد الشهداء القتلى في غزة على الألف بفعل البطش والغدر .. وقد غادروا هذه الدنيا والعالم يشارك الأحداث في صمت .. كانوا يأملون العيد عند بزوغ الفجر فإذا بأيادي الظلم والغدر تقودهم نحو ساحات القبر .. مؤثرات قاتلة تعصر القلوب الحرة الأبية المسلمة وغير المسلمة بالحسرة والأوجاع .. وتظهر أن العالم في قبضة النازية الصهيونية البغيضة المقيتة الكريهة .. والتاريخ سوف يذكر يوماَ بأن تلك النبتة الشيطانية ولدت يوم ولدت في ظلال المجازر والدماء .. وواصلت حياتها ونشأتها في ظلال المجازر والدماء .. وسوف تنتهي يوما في ظلال المجازر والدماء .. نبتة شيطانية كل حركاتها وسكناتها تدور حول البطش والتنكيل .. ولا تقوم لها قائمة إلا في ظلال الدماء والإجرام .. أية حضارة تلك ؟؟ .. وأية دولة تلك ؟؟ .. والعجيب الأعجب أن تلك الدولة الشيطانية هي نفسها تجيب وتبرر محرقة النازية لأفرادها .. فهي بأفعالها تلك الكريهة المقيتة الشنيعة حيث قتل الأطفال الأبرياء والنساء وحصار وتجويع الشعوب تسمح للعالم بأن يقر بأن النازية كانت على حق رغم بشاعة السيرة .. ولا أحد شريف نبيل في الأرض يبرر تلك المحرقة الشريرة .. إلا أن الصهاينة هم أنفسهم الذين يبررون تلك المحرقة بتصرفاتهم تلك الإجرامية المبالغة .. ومع ذلك فإن تلك الدولة الشيطانية تريد أن تظهر للعالم بأنها دولة حضارية متقدمة .. ولكن حقيقتها تخالف ذلك المظهر تماماَ حيث أنها تلك الدولة المجرمة في كل تصرفاتها وفي كل حركاتها وسكناتها .. دولة تمثل نبتة شيطانية لا تعيش إلا في ظلال الدماء .. ولا توجد لها أية مظاهر إنسانية حضارية تليق بالإنسان .. وأهل الحكمة يقولون أن دول الظلم أعمارها ساعة وأن دول العدل أعمارها إلى قيام الساعة .. والأمة قد ابتليت بتلك النبتة الشيطانية .. وهذا العصر يشهد مجريات أحداث تبكي عيون الأمة الصادقة المغلوبة على أمرها .. حيث اللعنة التي تلاحق الشعوب الحرة في الأرض متى ما لانت وهانت في مقدراتها .. أمة نائمة فقدت مقومات النضال والكفاح حتى أنها نسيت كلمات التنديد ونسيت زلزلة الأركان بالمظاهرات والاحتجاجات .. تلك الأسلحة المتواضعة التي كانت تستخدم ذات يوم .. رغم أنها أسلحة تدخل في سياق أضعف الإيمان .. إلا أنها أسلحة كانت تفيد وتؤكد بأن الأمة مازالت حية باقية وليست جثة خامدة .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش