بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

قـف يـا هـذا ! .. وأنظر حولك ماذا يجـري ؟؟

في كل البلاد العربية كنا في وئام وسلام قبل أن نركب أمواج الانتكاسة .. وقبل أن نواصل مشاوير الخيبة حيث التنقيب في التفاصيل الهامشية والتحري في أسباب الشروخ والتشتت .. كانت الشعوب العربية واعية وموحدة في ذاتها وموحدة فيما بينها .. وإن لم تكن موحدة فيما بينها بالمعني الحرفي فإنها كانت موحدة بالتقارب والمفاهمة والمودة الشديدة .. وخلايا الأوطان العربية من الشعوب كانت قوية متماسكة .. صافية مجردة من شوائب التفرقة والطائفية والعنصرية والجهوية .. تلك الشعوب التي كانت تنتسب لبلادها وهي مخلصة تفتخر بأوطانها .. والآن تبدلت الصورة كثيراَ فأصبحت الظاهرة تلك الخلخلة المشينة المخزية التي تشوب معظم البلاد العربية .. انعكاس خائب لواقع مرير .. وتجليات مخيفة تظهر الأمة وكأنها خالية من العقول الكبيرة .. وبالجملة يهمنا مسمى الشعب العربي في أي وطن من الأوطان العربية دون الخلفيات التي تعني التفاصيل والتنوع ..  وهنالك الشعب العراقي العظيم .. ذلك الشعب الأبي الفاضل الذي عبر مسار الماضي باسم العراق دون التفاصيل والطوائف .. والذي نفتخر به كثيراَ ..  ولا نريد أن نسمع تلك الأنغام الجديدة التي تعزف اليوم في ساحات العراق .. فلا تهمنا كثيراَ أجندة الفرقة والتناحر .. بقدر ما تهمنا وحدة العراق .. والحال يجري في كل البلاد العربية حيث نريد مسميات الشعب الواحد في البلد الواحد دون نغمات النعرات البغيضة .. وننادي بالصوت العالي ونقول للعالم أتركوا الشعوب العربية في شأنها وفي وحدتها .. واتركوا الشعب العراقي المناضل في بوتقة العراق الموحد العظيم  .. والماضي أكد أن كل الطوائف والأقليات والمسميات عاشت من قبل في ظلال العراق الموحد في إخاء ومودة ووئام دون نغمات التشتيت والانقسام .. جرى ما جرى في السنوات الأخيرة من مخططات ومؤامرات تريد أن تفتت الشعوب العربية كما تريد أن تفتت الشعب العراق الشقيق .. وأعداء الأمة العربية والإسلامية بالمرصاد يخططون لإضعاف التكتل العربي الإسلامي ..  وقد نجد لهم المبررات حيث أنهم الأعداء وأنهم الخصوم للأمة حتى قيام الساعة .. ولكن لا نجد المبررات لتلك العقول العربية النائمة الخامدة التي تجاري المخططات والكيديات بمنتهى الغباء والسذاجة .. كما لا نجد المبررات لتلك الطوائف العربية الكبيرة التي بدأت تجاري المخططات بقوة تفقد الوطنية وتفقد الحكمة .. وتلك المجاراة للمخططات والمؤامرات جلبت للساحات العربية الكم الهائل من الدمى المهلكة التي تمثل الجماعات المتطرفة والجهوية التي تدعي الأحقية  .. تلك الفئات التي تمثل الهوان المخزي في أجساد الأمة العربية والإسلامية  ..  وحيث الخلايا المتطرفة التي تفقد مفهوم الوطنية المخلصة .. وحيث الأقليات التي تطفح للأسطح لفرض الأجندات الذاتية والشروط على الأغلبية .. فهي تمثل حقاَ تلك الصغائر المولودة من أرحام الأدنى ثم الأدنى .. وقد ابتليت بها الأمة العربية أخيراَ حين تدخلت الأيدي الخارجية في الساحات .. وقد أثبتت التجارب الماضية أن تلك النبتات الشيطانية كان مقدور عليها .. فهي لا تخمد إطلاقاَ إلا تحت وطأة المداس .. ومن الخطأ الجسيم أن تمتلك المساحات الحرة بالقدر الفالت الذي يجلب المضرة لكامل الأمم والشعوب  .. ولكن يجب أن تكون المساحات حرة بقدر يراعي المصالح العليا للأوطان .. وفي نفس الوقت يجب أن تكون عادلة بالقدر الذي يراعي مصالح كل الفئات والجماعات  .. الأقلية منها والأغلبية ..  ومعلوم جداَ أن تلك الفئات ذات النعرات القاتلة إذا نالت القدر الزائد من مساحات الحرية فإنها مهلكة وجالبة للويلات .. وهي متطرفة بحكم الفطرة ولا تراعي المصلحة العامة بقدر ما تهمها أجندتها  .. ولذلك فهي بغشامة شديدة تفقد الحكمة وتفقد التصرف السليم .. تضر بنفسها قبل أن تضر بأوطانها  .. وجاء الوقت لتتوقف العقول العربية عن حالة اللامبالاة وعن حالة الفرجة من بعيد .. والتدخل بشكل إيجابي في تناول المجريات في جميع أرجاء الأمة العربية .. والمطلوب تلك الصحوة العالية من عقلاء الأمة في تدارك المخاطر المحيطة بالشعوب العربية .. وأن تضع نصب الأعين في وحدة البلاد العربية في ذاتها وفي عمق خلاياها .. لتكون في الساحات نغمة الأوطان وليست نغمة الجماعات .. ويا حسرة على المآل وعلى تلك الأحوال الكئيبة التي تجري اليوم في الكثير من الساحات العربية . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,685