بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 

لحظـات فــوق ســروج الحكمــة    !! 

الدنيا ساحة ابتلاء وامتحان .. والإنسان هو ذلك الصيد .. والشيطان هو ذلك الصياد .. فيا أيها الإنسان لا تركض أبداَ خلف الإيحاء .. فذاك طعم من الصياد .. والساعة الجارية هي لحظة تخادع حتى يحين الغد .. والغد يراوغ ليكون ذاك اليوم .. واليوم يراوغ ليكون ذاك الأمس .. والأمس هو ذلك الراحل المستحيل في أعماق المجهول والنسيان .. إيحاءات من الأمنيات والأحلام الخادعة التي تراود النفس وتترحل مع الأعمار  .. وتلك الأحلام والطموحات هي أكثر السلع المتوفرة في أسواق الناس .. فالطفولة إيحاء .. ومرحلة الصبا إيحاء .. ومرحلة الفتوة والشباب إيحاء .. ومرحلة الرجولة والكهولة إيحاء  .. شطحات توحي بالأبدية وهي زائلة .. وتلهي الأنفس عن المصير وعن النهاية والمآل .. في غفلة تهب رياح الأيام لتسرق قسطا بعد قسط  من مخزون الأعمار .. تكنس الآثار وتوجد الأضرار .. فالنضارة تضمحل يوماَ بعد يوم . والملامح تكسب الشوائب حالاَ بعد حال .. وصفاء الأديم يشتكي من التجاعيد .. وقوة الإبصار تنحصر لتكون عبر الزجاج والنهار ..  ومرغوب البياض يتحول ممقوتاَ وممقوت السواد يتحول مرغوباَ حين يأتي الشيب .. تناقض يوجع الإحساس حيث بياض يغطي الساحات وهو ذلك الممجوج وسواد يهجر الساحات وهو ذلك المطلوب  ..  والحياة تخدع الناس بالأمنيات وتخدع بطول السفر  .. وصاحب العمر ما زال يظن أمامه تلك المسافات في الآفاق .. ويرى سواحل الحياة مديدة خضراء كالمروج ..  فيمتطي أفراس التيه والأحلام .. ثم يأمل في المزيد والمزيد .. وهو ذلك الغافل الذي لا يدري حقيقة الأسرار .. فلو كان حصيفاَ لبقاَ لأدرك أنه يفقد في كل لحظة ذلك المقدار من العمر .. والأنفاس محسوبة بمقدارها وسوف تنتهي وتقف عند خانة الصفر .. عندها تتلاشى هياكل الأمنيات والأحلام .. وتختفي معالم الإيحاءات لتكون واهية كالسراب .. ولا تصدق في النهاية إلا تلك الأكفان .. التي ترافق الأموات لتكون الساتر للأبدان .. ولو أدرك العاقل أسرار الدنيا لأفنى العمر كله في نسج الأكفان .. ولما تسولت له النفس بالعصيان .. لينهب ويسرق ويتطاول في البنيان .. ولكن هو ذلك الإنسان سمي بالإنسان لأنه مبتلي بالنسيان .. وهو في كل حركاته وسكناته يجعل الدنيا أكبر همه وأكثر شئ في الحسبان .. وينسى أنه في مرحلة من الابتلاء والامتحان .. بعدها تلك الآخرة حيث الحساب والميزان . 

ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,296