بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

آيـــة فــي الآفـــاق  !!

سبحان الله العظيم ..حين نرى آياته في الآفاق وفي أنفسنا  !!

الإنسان استخدم كل مهاراته وابتكاراته وخبراته الفنية والمكتسبة للتقليل من حوادث الطرق والسيارات والطائرات .. واستخدم أرقى أنواع التكنولوجيا في مراقبة وتسيير حركة المرور في الطرقات .. وللحد من الحوادث المرورية ابتكر نظام الاتجاهين  .. للقادمين والذاهبين .. كما ابتكر نظام المسارات لتسهيل انسيابية الحركة ولمنع الارتباك أثناء السير ..  وهو ذلك الإنسان الذي أجتهد كثيراَ ليوجد الطرق الممهدة الميسرة .. وأخترع الأنفاق والجسور .. والجزر الأرضية الدائرية ..  واقترح المئات والمئات من اليافطات الإرشادية .. ثم اخترع تلك الإشارات الضوئية الأحمر والأصفر والأزرق عند تقاطعات ومفترق الطرق .. ثم أوجد القوانين الصارمة التي تحدد أولويات السير والمرور .. وعمل كل ما في وسعه لتحقيق الأمن والسلامة في الطرقات وفي الأجواء  .. ومع ذلك فإن حوادث الطرق والسيارات والطائرات لم تنحصر ولم تتراجع بذلك القدر الذي يوازي الجهد المبذول .. والإحصائيات تؤكد أن حوادث الطرق تتسبب في مقتل الآلاف من البشر شهرياَ في أنحاء العالم ..  وأن حوادث الطرق والطيران تؤدي إلى فقدان الأرواح بدرجة تفوق كثيراَ عن تلك الأرواح التي تفقد في حالات الحروب .. وكل الدلائل تؤكد أن الإنسان مهما يجتهد ويبتكر فإنه لا يبلغ الدرجة القصوى من الكمال .. والكمال المطلق دائما وأبداَ لله الواحد القهار .. بديع السموات والأرض .. والعلماء الذين ينقبون في آيات الله في الكون عند كل زاوية من الزوايا يكتشفون الآيات الكبرى لله رب العالمين .. تلك الآيات في الآفاق وفي أنفسنا .. وهنا نقف عند آية من تلك الآيات العظيمة العجيبة .. فهنالك في بعض أنحاء العالم تتواجد تلك الكهوف المظلمة التي تسكنها مئات الآلاف من الوطاويط .. والكهف الواحد قد يكون مقرا لأكثر من خمسمائة ألف وطواط .. ومساحة الكهف قد لا تتعدى العشرات من الأمتار المربعة .. وعادة تكون للكهف فتحة صغيرة تدخل وتخرج منها تلك الوطاويط .. وتلك الوطاويط لديها أعشاشها في أرجاء الكهف المتفرقة بالداخل .. والوطاويط تستخدم الارتدادات الصوتية في تحديد المسافات وتجنب الصدمات .. كما تستخدم تلك الارتدادات في تحديد مواقع أعشاشها في ظلام الكهوف ..  وعادة تنشط تلك الوطاويط ليلاَ .. تخيل أيها الإنسان حين تنطلق أكثر من خمسمائة ألف وطواط في اللحظة الواحدة وهي تطير بسرعات عالية لخارج الكهف أو لتعود إليه .. أو هي تطير في ظلام تام داخل الكهف بتلك الأعداد الهائلة تريد أعشاشها .. والوطاويط تطير بسرعات عالية للغاية في مسارات عشوائية غير مستقيمة ..  وغير محددة ومعلمة بالذهاب والإياب . وفي مساحات محدودة وضيقة للغاية داخل الكهف وعند فتحة الكهف ..  ومع ذلك فإن تلك الوطاويط لا تعاني من حوادث الاصطدام أو الارتطام !! .. ولا تشتكي من حوادث المرور والطيران  .. ولا تحتاج للإرشادات الضوئية التي تقرر الأولوية ..  رغم أنها تطير دخل الكهف في خطوط عشوائية غير معلمة وغير مضيئة !! .. وكل وطواط يريد وجهته !! .. حركة دءوبة ونشطة طوال الليل وأجزاء من النهار .. أعداد غزيرة بمئات الآلاف من الوطاويط المنطلقة كالصاروخ لخارج الكهف تلتقي وجهاَ لوجه مع أعداد بمئات الآلاف من الوطاويط القادمة لداخل الكهف أيضا بنفس سرعة الصارخ .. ومع ذلك لا تحدث التصادمات والارتطامات .. ولا تقع الحوادث المرورية أو حوادث الطيران ..  وتلك آية من آيات الله الكبرى العظيمة التي تؤكد بأن الله يملك الإتقان في شئون حلقه وكونه   .. وسبحان رب العرش العظيم حين نرى الآيات في الآفاق وفي أنفسنا .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 126 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,242