بسم الله الرحمن الرحيم

لقــد كــذبت عيـــني  !!

نوازل أنوار اجتازت أروقة الندى فأبهرت عيني .. زرافات خصال من حسن تدفق حول حافة وجداني  .. يماثل طيف ألوان لقوس قزح ينسج خيالي .. جنان من الروعة حين ارتمت السماحة في أحضاني .. حينها أقسمت عيني بأنها لم تهدر دمعةً حزن في مراحل أزماني .. ولقد كذبت عيني فتلك غشاوة رحمة طارئة غطت جراح البين لتأسر أشجاني  .. وسنوات الجدب تلاشت حين لامست أطراف بنانها خدي لتعزف أوتاري .. ولاحت بسمة ثغـر أحلى من فلجة صبح حين يصاحي  .. فأنستني ملامة نفسي وأنستني مرارة أيامي  .. فيا عجباً لأحوالي كيف تمكنت نقطة نـدى لتخمد بركاني !! .. وكيف لبسمة ثغر أن تهزم إعصاري ..  كنت حريصاَ في الماضي حين أواجه أحزاني .. أقاتلها شعراَ ثم أساجلها نثـراً بأقوالي  .. وأبادلها لوماً وعتاباَ وأجادلها بجملة أعذاري .. أخاصمها بجفوة قانع ثم أنشادها لتترك أوطاني  .. فإذا هي تهزمني ببسمة ثغـر وتكسب حـربي وصولاتي .. وبجرة قلم تمحو معالم غضبي وثوراتي .. وبسحر عيون تأسر قلبي وتحتل أوراقي .. وأنا الحيران أجهل سيرة أمري .. قوي حين أقاتل وضعيف حين أغازل وتلك نقطة ضعفي وخذلاني  .. يا من تصمد حين أقاتل وحين أسكت أنت قاتلي .. كيف أحارب نفسي بنفسي وكيف أطمس عيني بأطراف بناني .. قوي حين تغيب عني فأشعل حربي ولكني ضعيف حين تقف أمامي .. أبني صروح الحرب حين أشتكي فإذا ضحكت تنهار الصروح تحت أقدامي .. ولقد علمت بضعفي حيال الحسن فتمادت في قتالي .. تنتشي حين أغضب وكأنها تنال الرضا بإغضابي  .. والعين تكذب حين ترقص وتنسى البكاء في عمق الليالي .. وتلك الأيام كم تموت قهراً حين تغيب البدر عن سمائي .. بعدها مساحات أوجاع تموت ظلماً حين تجتاح بسمة ثغر كالآلي ..  وتنهار خطط الحروب حين تفشلها مقلة عين كلؤلؤ البحار .. وأعجز أن أغضب غضبة تغلق الأبواب ففي يدها مفاتيح أبوابي .. وأنا المسير في دربي رغم أني أدعي الخيار ولا أملك الخيار في قراري  .. وهي المخيرة تفعل ما تشاء وتظلم حين تقتل قلبي ذلك المتفاني .. فتركت لها الخيار دون حرب وقتال فلعلها تعرف أفضالي .. ترحم قلبي حين تشاء أو تتفنن في عذابي . 

ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد