بسم الله الرحمن الرحيم

النفـوس والأيـدي الخبيثـة   !.!

السلة لا تشتكي من الاحتواء فهي تقبل الصالح والطالح .. و مهمتها الاحتواء وليست الانتقاء .. إنما هي تلك الأيدي الخبيثة التي تتعمد الأذية في جمع المفاسد برفقة المحاسن .. ثم لا تكتفي بذلك بل تتعمد في اختيار الأدنى لتكون الأعالي .. وجل تفكيرها أنها تظن أن الكومة الغالبة هي لأهل الخبائث .. وتختار المحاسن لتكون دائماَ في الأسافل .. وتلك الأيدي أوجدت الأوجاع في كل المسارات .. وفي كل بقاع الأرض ..  وهي تمثل الأشواك في دروب النماء .. وتمثل الكوابح في مسالك الرخاء ..  وهي تلك الأيدي التي تمثل دائماَ معاول الشيطان .. حيث أنها ممقوتة بالفطرة .. ومن أصلابنا من يكيل لنا الكيد ويجاهر بالعداء   .. هناك أناس تجردوا كلياَ من حسابات الأديان .. يظنون الدين مجرد مزحة أو مرحلة مؤقتة أو ظاهرة تأخذ دورتها العادية ثم تنتهي !! .. ويريدون الدين عرضاَ طارئاَ ليس له المجال في حياة الإنسان !! ..  ولا يدركون أن الدين منهج ملزم من فوق السموات السبع .. وضرورة  في كل مسارات الحياة من يوم مولد الإنسان وحتى نهاية العمر .. ولا يفهمون أن الدين هو الأساس في سلوكيات الإنسان وتوجهاته .. وهو السند الأول والأخير في الدنيا والآخرة .. ولم يخلق الله الناس عبثاَ إنما خلقهم لعبادته ..  وآيات الرحمن صريحة وجلية في ذلك .. ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ..  يخوضون مع هوى الأنفس بعيداَ عن منارة العقيدة .. ثم يجادلون على باطل ويشددون بالافتراءات والكذب ليوجدوا واقعاَ مفروضا بالقوة ..  ويحسبونها هيناَ وهو عند الله عظيم ..  وتالله إنهم لفي سكرتهم يعمهون ..  والإنسان الذي يدعي أنه مسلم ثم يبتعد عن حمى الإيمان بالله حقاَ .. والنفس لديه تتراوح بين الشك واليقين .. ولا تؤمن بالله إيماناَ صادقاَ جازمـاًَ ..  ولا تقر وتلتزم بعبادة الله صريحاَ وعملاَ ..  إنما ينادي ضمناَ بأنه من المسلمين .. ولا يجتهد من أجل إعلاء كلمة التوحيد فهو ذلك المنافق الذي يضر أكثر من ذلك الكافر الصريح .
            وتلك الأيدي الخبيثة كثرت في المجتمعات الإسلامية اليوم  .. أقوام يحاربون الإسلام من داخل أروقة المسلمين سراَ وعلناَ ..  ويريدون الإسلام مجرد صورة تكميلية لمسميات الهوية .. ولا يريدون الإسلام منهجاَ ودستوراَ ينظم كل مسارات الحياة .. وهم بذلك يرتكبون كبائر الموبقات التي تعادل الشرك والإلحاد ..  وحروبهم للإسلام أشد ضراوة من هؤلاء الكفار الذين يعلنون صراحةَ بالعداء .. وهم بخبث شديد يتسلقون النوايا الحسنة في قلوب المسلمين ليتواجدون في مرافق الأمة الحيوية ..  ومن هناك يوجهون الطعنات والضربات للإسلام والمسلمين .. تلك المواقع الحيوية التي تعني الرباط في سبيل الله والذود عن الإسلام ..  يتواجدون فيها على غفلة من الأعين الحريصة  .. هناك يتعالون ويترقون في الرتب الدنيوية والوظيفية .. وفي نفس الوقت يتدنون للدرك الأسفل بتلك الأوهام الضلالية التي تتحكم في أذهانهم ..  حيث الاجتهاد من أجل النظريات البشرية العديدة التي يريدونها بديلاَ للإسلام  .. وهناك المسميات الكثيرة التي تعادل العهن المنفوش .. ثم يشنون الحرب الضروس ضد الإسلام والمسلمين .. أقوام إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وأشكالهم ومقامات حيوية لا يستحقونها ..  وإذا رأيت أفعالهم أو سمعت لأقوالهم تجدهم يحملون في عقولهم  مجرد خزعبلات من سفاسف الأمور التي لا تستحق مثقال ذرة من الاحترام .. يسقطون عن المقام والوزن بمجرد اجتهاداتهم تلك الحقيرة في محاربة العقيدة السمحة  ..   ثم يدخلون تلقائياَ ضمن زمرة أعداء الإسلام الذين يحاربون الدين صراحة  .. هؤلاء الأعداء الذين عرفوا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وما بعد الرسول صلى الله عليه وسلم في أيام الخلفاء الراشدين .. وطوال القرون الماضية .. وكذلك في العصر الحاضر .. وسيظلون كذلك حتى قيام الساعة .. والإسلام برغم مناوشاتهم تلك القذرة ما زال بتلك القوة المتينة ..  ولم يتزعزع يوماَ من اجتهادات الشراذم وأهل الضلال  .. وسوف يزداد انتشاراَ ويتمكن في قلوب الملايين الملايين يوماَ بعد يوم وحتى قيام الساعة بإذن الله .. والحسرة والندامة والهلاك العظيم لهؤلاء في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد