بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

 ثورات الشعوب تسرق في غفلة الأبرياء  !.!!!!

مناضلون يقاتلون قواعد التسلط والقمع لتعديل كفوف الموازين .. ثم يستشهدون في سبيل العدالة والرفاهية والإنصاف .. لتكون مفاتيح الفرج بأيديهم فيموتوا أبطالاً يقدمون الأرواح فداءَ  .. ولكن المحصلة عندنا عادة  تنتهي عند مشارف المقابر حيث يلتقي القاصي والداني .. ويلتقي الصادق والخائن .. ويلتقي النظيف والعميل .. ويلتقي الشاكي والباكي والمتباكي في حضرة الأحداث التي تواكب ولادة الفجر الجديد .. ثم هنالك تتوالى المجريات لتفرز من أرحامها نوعية من الخلق ونوعيات من الجديد العجيب .. فهناك المتسلقون وهناك أثرياء الحروب وهناك الانتهازيون الذين يسرقون المفاتيح من أيدي الشهداء الأبرار تحت مكر وترصد ودهـاء  .. ليختلسوا بها ثمرات الثورات .. ويجعلوها مطية للأطماع الذاتية .. وفي لحظات تموت الفرحة في القلوب والوجدان .. وتنقلب الأعياد لنكبات حصادها الأحزان والحسرات   ..  ثم يبدأ مشوار المعاناة من جديد ! .. تلك هي قصة الشعوب المغلوبة على أمرها في هذا الزمن العجيب .. ويبتسم الشهيد في قبره والظن منه أنه ترك إرثاَ يجلب له الثناء والشكر .. فإذا به يترك إرثاَ يجلب كارثة أوجع من سابقة ..  وقد تكون السابقة أفضل حالاً من حاضرة في قياس درجات الجحيم  .. وذاك الشهيد يترك واقعاَ يجلب عليه اللعنات والسخط بدلاَ من الحسنات  .. والماضي الذي كان يتوشح بظلمات فرد أو أفراد تتمثل في قلة تجلب الموت والهلاك للناس .. يتحول إلى حاضر لفرق وجماعات تمثل الموت والهلاك .. وهي خلايا كخلايا السرطان ليس لها نهاية .. تنتشر في عروق المجتمعات ..  فرق تتوغل في متون الجماعات والجماعات  .. ثم لا تتقيد بالأصول والأعراف .. ولا تفيد معها ذلك النوع من العلاجات من ثورات وانتفاضات .. مصيبة كانت محصورة ذات يوم في زاوية معلومة الحسب والنسب .. فإذا بها تصبح مجهولة الهوية .. غدارة السمة .. تلبس طاقية الإخفاء لتضرب كيف تشاء !! .. تلك تجارب مررنا بها في ثورات الشعوب من قبل كما في السودان وفي بلاد أخرى .. والآن نراها تتمثل في بقاع الربيع .. صورة مطابقة لما جرت من قبل .. فلا نلاحظ فرحة الانتفاضات بكمال النعمة والرفاهية في أحوال الشعوب .. بل نراها تتباكى كما كانت في الماضي وبدرجة أكبر .. ننظر هنا وهناك في ميادين الربيع اليوم في كل الدول التي مر بها الربيع ونشاهد الذي يجري .. فلا نسمع إلا صيحات الألم والحسرة والشكاوى   .. والديباجة تتكرر بنفس المنوال وبنفس الشعارات ( الشعب يريد إسقاط النظام ) .. والشعب لو تمعن لأدرك أن الإسقاط ما هو إلا جدل من حزمة تدور في حلقة مفرغة .. الجديد مثل القديم والقديم مثل الجديد .. ولا جديد تحت السماء .. وتلك الشعارات تتحول تلقائياَ إلى سلاح من يفقد الحيلة .. وما البديل القادم بأفضل من بديل سابق  ..  والحكمة ليست في التبديل والإسقاط  ولكن الحكمة في ذات الإنسان .. حتى ولو تم إسقاط مليون نظام ونظام .. فذلك لا يعني الفلاح والنجاح  .. لأن البعض يعيش في وهم من الأحلام التي تماثل أحلام اليقظة .. ويريدها أن تتحقق بين ليلة وضحاها ..  ولا يراها حقائق تحتمل الصبر وتحتمل التخطيط العلمي المواكب لفترات زمنية تسترد فيها الأمور عافيتها .. وذلك إذا افترضنا سلفاَ خلو الساحات من الخونة والمتسلقين .. ومصاصي الدماء السارقين لدماء الشهداء  ..  والناهبين  لثورات الشعوب .. وما أكثرهم اليـوم .  

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 111 مشاهدة
نشرت فى 2 فبراير 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,569