بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نحـن أمة لا تعرف ماذا تريـد       ؟.؟؟؟؟

كل مشاوير السياسة نحن مشيناها .. وكل مسالك القيادة والأحكام  نحن سلكناها .. الخلافة جربناها ..  السلطنة جربناها .. الملكية جربناها .. الرئاسية جربناها .. الإمارة جربناها .. الديكتاتورية جربناها .. الانقلابات العسكرية جربناها ..  التسلط والجبروت جربناها .. الديمقراطية جربناها .. الأحزاب جربناها .. الأحكام القبلية جربناها .. السلطة التقليدية جربناها ..  الأحكام العشائرية جربناها .. البعثية جربناها .. الشيوعية جربناها .. العلمانية جربناها ..  وفي كل ذلك لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب !! .. فنحن أمة تعشق التجارب .. ثم تعشق التناحر والتحارب .. سنواتنا ضائعة في الخلافات والمناكفات .. في كل تجربة نشتكي .. فئة تعاضد وفئة تعارض .. فئة تحلب الضروع وفئات تموت من الجوع .. نشتكي دائماَ وأبداَ والحمد في ساحاتنا مفقود .. وبكثرة التجارب  أصبحنا لا نؤمن بالبشائر ولا نتفاءل بالخير ..  فلا فرق بين تجربة وتجربة .. فلا قادم جديد يفرح القلب ويسكت الجوع والمعاناة  .. ولا قديم قد مضى يجلب الأسف والحسرة .. والمحصلة في النهاية هي وجوه لبشر تلبس قناعاَ تحت اسم في كل حال وفي كل تجربة ..  وجوه هي ذاتها وبنفس الجينات تتبادل المواقع ..  وفقط تبدل قناعها حتى تواكب التجربة الجديدة .
                 سنوات طويلة ليست قليلة والأمة فيها مشتتة في ساحات التجارب العقيمة في معترك السياسة والسلطة والقيادة ..  لا تكل منها ولا تمل ..  والأمم من حولها تركت نزاعات السياسة جانباَ واتجهت نحو التنمية الجادة والإنتاج .. تجتهد في مسارها لتتنافس في ميادين العلوم  والتكنولوجيا والمعارف بخطوات ثابتة  .. وعاماً بعد عام تزداد فيها إحصاءات المصانع المنتجة والأكاديميات العلمية العالية .. والعقول فيها تجتهد في أروقة الإبداع لتفيد أهلها والعالم ,, وهي تجيد حسابات التقدم العلمي والحضاري في كل المسارات .. في الوقت الذي نحن فيه نجيد حسابات القتلى في الحروب الأهلية والبينية .. ونجيد البكاء فوق أضرحة النساء والأطفال والشيوخ .. ونجيد حروب التفرقة بين معارض ومؤيد ..  سمة أصبحت ديباجة للأمة .. فما زلنا نقف عند خطوط التجارب .. معارضين بشدة أو معاضدين بشدة ..  فذاك خصم وذاك صديق .. وذاك مؤيد وذاك معارض .. ولا ثمرة فائدة تلحق بالأمة من وقفة ذاك المؤيد  .. ولا نعمة جالبة تلحق بالأمة من وقفة ذاك المعارض !! .. إنما هي سنوات عجاف تعانيها الأمة وهي قد جعلت التجارب شعارها .. والتجارب في العالم هي وسيلة للوصول إلى الأفضل ..  أما لدينا فهي في حد ذاتها غاية نقدسها من أجل التناحر والاقتتال .. فمتى نكتفي من أهلية الدموع والدماء لنلحق بركب الأمم المتقدمة ؟؟!! . 

ــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 170 مشاهدة
نشرت فى 22 ديسمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,576