بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

authentication required

 

بسم الله الرحمن الرحيم

خيـــوط العنكبـــوت   ؟.؟؟؟؟؟؟

تمثيل يخالف الصدق في المشاعر وهناك شك في النوايا .. واللقاء إذا تم ليس بذاك العمق ولكن فوق حافة اللسان .. وندعي في أنفسنا ما ليس في الحسبان ..  ونعلم النوايا جيداً .. وقد نلتقي في العنوان والاسم والمصير .. ولكن في جوهر الحقيقة نحن لا نلتقي أبداً .. نمثل فرقاً وجماعات لها أجندتها الخاصة .. ولها ميولها الخاص  .. الثقة البينية هي تلك المعضلة والمحك .. وهي تلك الحقيقة المفقودة منذ دهور وعقود ..   وكل الروابط الأخوية والقومية والدينية والإقليمية في جوهره يمثل خيوط عنكبوت ضعيفة هشة وهنة .. بالرغم من أن الجميع يدعي ويجاهر بغير ذلك .. والأولوية عند الوقفة الصادقة تكون للآخرين .. والآخرون هنا هم من يمثلون القوة الجبارة التي تحتكر العالم .. وهم من يمثلون العداوة الصريحة المعلنة بالخصومة للأمة   ..  ومع ذلك وبالرغم  من كل العداوة المستحكمة منهم إلا أنهم في أية لحظة يشكلون أكثر الجهات استفادة من مواردنا وأرصدتنا المالية  .. وأكثر الناس نيلاَ لثقتنا .. والأرصدة تتراكم في خزائن الغرباء والأعداء وتحرم منها الأصدقاء والأوفياء ..  ليبنوا بها أوطانهم ثم إذا بقيت منها فتات فقد تعود لأهلها .. أو هي تلك المليارات التي تهبط مع أدراج الرياح عند أول عاصفة اقتصادية تجتاح العالم .. تلك هي حقيقة أنفسنا عندما تزال عنها القناع .. وضياع المليارات والمليارات في خزائن الأعداء والكفار أبرد وأهين ومقبول لدى أصحابها من أن تضيع هدراً في بلاد الأصدقاء  وبأيد الأصدقاء ..  وكل خسارة تلقى القبول والرضا من أنفس ترفض ذلك إذا تم في ساحات الرفقاء   ..  ومن سخرية المواقف المضحكة تلك الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء عن ذلك الملياردير من دولة عربية إسلامية قبل أيام وهو يوزع المئات من أجهزة الآيفونات آخر الموديلات ويضعها في براميل النفايات في شوارع باريس .. وحجته في ذلك أنه يهدي تلك الأجهزة لفقراء باريس الذين ينقبون عن الطعام في تلك البراميل .. لعلهم يجدون تلك الأجهزة ويخرجون بها من ساحات الجوع والفقر ..  وهو يجد الراحة النفسية في تلك العملية التي يراها من أجمل الأعمال الإنسانية .. وفي تخيله أن ذلك العمل بطولي بالدرجة الأولى ويستحق الإشادة ..  فهو يحسب حسابه لفقراء باريس الذين أثقلوا كاهله بمعاناتهم وحوجتهم  ..  أما الفقراء والمساكين في الأمة الكبيرة وفيهم أيضاً من يتواجد عند براميل النفايات بحثاً عن فتات خبز فلم يوجدوا في قلبه أثراً يستحق الشفقة .. مع أن قيمة جهاز واحد من تلك الأجهزة كانت كفيلة بسد الرمق لمئات الأسر الجائعة ولعدة شهور .. ولكن حتى في معايير الفقراء فإن فقراء الأمة والقومية لا يستحقون مثقال ذرة من الشفقة .. وهكذا المعيار في كل المسارات .. فنحن نريد الخير للأعداء ونستذل لهم خوفا منهمً أو أملاً في رضاهم أو مبالغة في الثقة فيهم .. أما فيما بيننا  فنحن أصدقاء في الظاهر وأعداء في الأعماق .. والعلاقات والروابط البينية أشد وهناً من خيوط العنكبوت .

ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 213 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,247