بسم الله الرحمن الرحيم
من يتجرأ أن يصف الجمل بأن في رقبته اعوجاج ؟..؟؟؟
في عالم يتلهف للعداء من يتجرأ أن يضع العلامة فوق الجرح مباشرةً وبالتحديد .. إنما الحكمة أوجبت في ساحاتنا أن يكون الالتفاف حول الحقائق بالحيل وبالرمزية .. حتى يكون التفادي لأنفس تجاهر دائماَ بالغضب والصد وبالحماقة أحياناَ .. والكيس من يجتهد في علاج الجرح بالهداوة وطول الصبر .. مع امتصاص الغضب بالابتسامة الدائمة والترتب فوق الأكتاف .. فإن المعالجة المباشرة للقضايا وإن كانت هي الطريقة الأجدى إلا أنها أدخلت ساحاتنا في دوامة عجيبة من عدم الثقة في نظراتنا للبعض .. وأوجدت الشقاق والفتن وأوجدت نوعاً من المحاور .. فنحن نفقد المقدرة في الفصل بين المصالح القومية العامة والمصالح الجغرافية الخاصة .. وكذلك نفقد المقدرة في الفصل بين الموجبات التي تعني الأولوية والضرورية وبين الأمور التي تكون من أجل المنافع الذاتية والمجاملات .. وكذلك نحن نفقد السيطرة على المشاعر والعواطف التي قد تكون بعيدة عن مسارات العقل والمنطق والحقائق .. فنحن في عالم يفقد حسن النوايا ودائماً يضع احتمال الحرب قبل السلام .. والاتجاه فيه محدود .. فالكل سلفاَ في خانة الأعداء إلا من يرضى عنه بظاهرة تملق أو تعاضد .. أو بظاهرة إتباع مطلق في الحق والباطل .
وإذا حدث التجرؤ من أحدهم وأشار مباشرة لموضع جرح فهو مغضوب عليه من جهة من الجهات وإن كان محقاَ .. ويؤخذ عليه أنه تجرأ وقال وتحدث .. وماذا عليه لو أنه كتم الحق وكلما غلبه الأسى بالغ في الكتمان .. تلك هي النظرة التي تتوفر في ساحاتنا حالياَ لمنتقد أو حريص في معالجة الصور المغلوبة .. فالنظرة ليست لدينا ذلك الاهتمام في مناقشة ومعالجة القضية في حد ذاتها من حيث الموجبات والسلبيات .. إنما النظرة الملحة فوراً تكون في ملاحقة ذلك الذي أوجد جدار القضية وأراد العلاج .. فهو مغضوب عليه من جهة من الجهات ويلاحق بالعداء حيثما ذهب وحيثما مال .. ويوضع في خانة الأعداء .. وبالتالي تكثر في مجتمعاتنا مواضع الخلل .. وتكثر القضايا القومية والاجتماعية .. كما تكثر مواضع الجروح التي تنتظر المعالجات .. ولكن دائماَ يتهرب الخبراء والنقاد وأهل الشِأن ويتهرب الأطباء .
ساحة النقاش