بسم الله الرحمن الرحيم
طالمــا البحر كان الدمـوع !!
طالما بكينا ولم نرى غير ويلات البكاء ..
وطالما النفس تعودت محنة الدمع والشقاء ..
وطالما الإبحار كان في بحر من دموع ودماء ..
فلما العجالة في رحيل عن ديار تنازع بالعداء ..
وقد زرعنا الحب بإخلاص لنحصد عدماَ في صحراء ..
كشمعة تحترق حتى تغمر الدنيا بضياء ..
ثم تبكي بحرقة ودموعها تسيل بسخاء ..
وتهب الحيـاة لظلمة تبخل بوفاء ..
وأنا المتيم قد نحرت فؤادي لصخرة صماء ..
لا تلين ولا ترى عوجاً في صحبة عرجاء ..
بل ترى الدموع عبقاً وفرحة تجازى بجفـاء ..
وترقص إهلالاً وفرحاً بشمعة تذوب وتختفي بالانتهاء ..
فكم يقسو ذلك القلب وكم يتعود الطعن في الأحشاء ..
والهجرة عن ديار أهلها في الحب بشيمة البخلاء ..
لا يعرفون الود بود ولا يجازون الوفاء بوفاء ..
وتلك الأيام دائرة وغداَ لن تكون شمس في السماء ..
وحينها يجدب النهر ويمسك بعد فيض وعطاء وسخاء ..
والليل سرمدي يطول بعد وضح ووهج وضياء ..
بظلام يوحش جاحداً وناكراً يرتجي بدراً في كبد السماء ..
فلا يجد غير ذكريات توقفت بذورها عن النمـاء ..
وراحل يرتحل بقلب ما زال يتمسك بالأرجاء ..
والأقدام تبتعد بروح ما زالت تدور في الأنحاء ..
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش