بسم الله الرحمن الرحيم 

الديمقراطية العليلة   ؟..؟؟؟؟؟؟؟

الديمقراطية فرس قوي جميل يمتطيه الآخرون تحت إعجابنا  .. ونرى العالم من حولنا يتنافسون في محافل السباق لينالوا به الصدارة في خطوات التقدم والنماء .. فيزداد إعجابنا لخطواتهم .. وذلك الإعجاب كان حافزاً قوياً لكي ندخل في تجارب الديمقراطية مراراً وتكراراً .. فإذا بديمقراطيتنا تختلف في كل التجارب عن مثيلاتها في العالم .. فرس يشتكي العلة في كل حواسه .. فإن وصفناه بالأعرج فنراه أعمى وأطرش .. وإن وصفناه بالفوضى فنراه بليد وغبي .. ومتى ما وضعناه في مقدمة عربة إلا وكانت العربة تجـره ولا يجـر هو العربة ..  وبالجملة نجد هناك علة في مكان ما ..  وقد تكون العلة فينا وليست في الديمقراطية .. وفي يوم من الأيام  كانت هناك تجربة ديمقراطية في أرض من أراضي العرب  .. فإذا بإرهاصات تلك الديمقراطية لم تعجب أحدهم فأبي التجربة جملةً وتفصيلاً مما كلف الأمة العربية أكثر من مئة ألف شهيد .. وتلك التجربة أوجدت في نفوسنا ( فوبيا الديمقراطية ) .. فنحن إطلاقاً لا نثق في ذلك المصطلح .. وإذا دخلنا تجربة الديمقراطية ندخلها وأيدينا فوق قلوبنا .. ونتخوف سلفاً من الفوضى ومن الدمار مثل ذلك الذي حدث في دولة شقيقة منذ سنوات قليلة  ..  ونتخوف من التلاعب من أولى خطواتها حيث عمليات التزوير في الأصوات والأفراد والخيارات ..  وعمليات الغش للوصول للكراسي .. وبعد الوصول للكراسي واستقرار الأوضاع نرى بلادنا دائماً في ظل الديمقراطية تتراجع بشكل ملحوظ للغاية في كل المسارات .. فأين يا ترى مكمن الخطأ في التجربة ؟؟ .. فلماذا الديمقراطية لديهم في العالم تمثل سلماً للتقدم وتمثل لديناً وبالاً ونكالاً ؟؟..  مما نتراجع كل مرة متخاذلين لندخل تحت سطوة العساكر لنتنفس قليلاً من عناء التجربة والبهدلة .. ثم نعود لنبحث عن الديمقراطية من جديد .. كر وفـر منذ سنوات عديدة .. أو كما هو في بعض البلاد هدوء في ظل ملكيات وسلاطين وإمارات متبرئين من مشاكل الديمقراطية وأوجاع الصداع منها . وهذه الأيام تجري تجارب جديدة للديمقراطية هنا وهناك في بعض البلاد العربية .. قد يفرح بها من لا يعرفون التجارب السابقة .. أما أهل  الخبرة والتجارب فيعرفون جيداً بأنها كبوة في طريقها .. ومع ذلك فيجب أن لا نجرب المجرب .. بل يجب أن ندخل التجارب باستراتيجيات جديدة مغايرة لتلك التي كانت في السابق .. ومن المضحك أن أحدهم في موقع تجربة عربية صرح بالأمس للإعلام بأن الانتخابات التي جرت في بلاده مزورة .. وتلك من أولى علامات الاسطوانات المشروخة والتي تكررت لآلاف المرات في تجارب سابقة .. مما يجلب الغثيان من أول يـوم .

ــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد