بسم الله الرحمن الرحيم
مـا بيـن الــدرك والــدرج ؟؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعلم بك .. فأنت تريدها باقة ورد يعبق بنشوة فيحاء .. كلمات لها مقامها تبهج المسامع بقصيدة عصماء .. رمية غير مسبوقة ومرسومة في الأرحام .. بل تريدها فلتة يأتي بها اللسان من واقع المقام .. ولكن لكل مقام مقال .. ولكل معدن معيار .. وللذهب معيار ليس كمعيار القطن .. فهنا قليل يوازي الأعالي .. وهناك كثير مهما يزداد كماً وحجماً لا يزال في حوجة إلى الكمال .. وحتى مقام الذهب يعليه مقام في الدرجة كحال الألماس .. وفوق كل ذي علم عليم .. ومع ذلك فمتواضع لا يملك الحيلة ولكن يملك المقام ويملك الأصالة ويملك العزة .. ثم هو بمعيار .. ومتكبر يقتاد بالكافيار ثم يلاحق المقام حتى يكون في النهار .. وبالرغم من ذلك فالوجاهة غير متاحة له بذلك المقدار .. وتلك حجة كم حيرت الحكماء .. فكانت حكاية الجدل هل الحياة جوهر أم مظهر .. والمبالغة في التواضع غير محمودة وقد تورث النعت بالضعف .. والمبالغة في ملاحقة الأعالي قد تورث صفة النذالة .. فطلاء الفحم بماء الذهب يعيب الذهب قبل أن يعيب الفحم .. نفيس في مقام ذليل .. وجاهل يتسلق جدار العلم ليكون .. فإذا هو لا يزال في غابة من أشجار الاستفهام .. ويقال : رحم الله رجلاً عرف قدر نفسـه .. سكت في موضع السكوت فصان لسانه .. وقال في موضع القول فقدس مقاله .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش