بسم الله الرحمن الرحيم
لا تشـتكي !!
وقفت أمام المرآة وفي الوجه حزن .. وقد ظهرت علامات غير تلك التي تريدها .. ودون أن تستأن أو تطرق بابها .. وتلك خطوة تلوم فيها المرآة وتتهمها بأنها تغيرت وتبدلت .. فترد المرآة بأنها لم تتغير ولكن تغيرت الملامح .. وتلك هي أنامل الزمن تعبث بالظروف وبالأحوال .. ولا تتوقف فيطال عبثها بملامح وجديد .. وتأتي ببياض في مواطن سواد .. فترفضه النفوس وهي التي كانت دوماً تتفاخر بالبياض .. وسواد أصبح مطلوباً في مواضع .. والسواد كان ممقوتاً في كل الأحوال .. وخطوط ضعيفة أخذت تشير بأصابعها فوق صفحة الوجه .. وتخطط السطور في مواضع الصفاء والنقاء .. وهي أيضاً غير مرحب بها لأنها تقول قصة لا يريد أحد أن يسمعها .. وأوصال تشتكي من قلة حيلتها .. ولكن شكواها في العرف تعني مرحلة لا يريد احد أن يقبلها .. فتبدأ قصور الجمال في التداعي .. ولكن غير مسموح لها ذلك التداعي .. فالنفوس تشتكي وتريد من الزمن أن يتوقف ولكن الزمن غير مبال .. وتلك سنة الحياة فلا تشتكي .. ولو دامت الحياة لمن كانوا من قبل ما كانت لتصل إليك .. والطفل لا يبقى طفلاً إلى الأبد والشيخ لا يكون إلا لأجـل . فسلام لنفس عرفت قيمة اللحظ بلحظ .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش