بسم الله الرحمن الرحيم
سهـــام تختـــرق الحجـــب !!
آيات الخصال تمكنت من غور ذاك الصمت .. فأنبتت في الجدب ذاك النبت .. حسن أذاب الصخر ليناً لقلب مستبد .. أقام حجب الكبرياء سداً بعد سد .. وأصبح معصوماً يقاتل الهوى في غير ند .. وأطال المقام في دار صمت مثل لحـد .. وأدمن الغيبوبة عن عالم يعيش الوهم في حب وود .. سياج من الطهر تقاتل الهوى بعناد يفوق كل حـد .. قلب يماثل جلمود صخـر من صلد .. يتحاشى مواطئ الانكسار بفعل عطف أو بفعل رد .. وأمعن الظلام في وحدة قاتلة ممنوعة لأي فرد .. ثم زار محرابه يوماً مقام ذات شأن وهيبة بغير وعد .. فإذا بحسن يذيب صخرة القلب بنار موقـد .. فتنة لحاظ وجمال طلعة وبهجة إثمـد .. فقام من صهوة العرش ليمسك الأيدي بأيـد .. وتنازل الجبروت عن المقام في لحظات ضعف ووجد .. وأفاق من قيد المعاني ليرى العالم في عمق وبعد .. وفي الوجـدان صوت يناديه ويزمجر مثل رعد .. أيها الطارق لصخر كيف أصبح الصخر في طوع بنان مثل نـرد .. وكيف ينحني المقام بعد صمت وطول بقاء في سماء مجد .. وكيف أمكن للحسن ترويض مهر مستبد .. كان يعشق التمرد ثم يركض دون كابح يمسك أو لجام قد يحـد .. وكيف أصابت سهام النبع ذاك الصخر بغير صـد .. فانهارت سدود المعاني وتدفق الشجن بدموع تبلل كل خـد .. ضعف أسقط الهيبة بعد طول مقام وكـد .. وقد صدق القول بأن قلوباً لا تموت بنبال ولكن قد تموت برموش عين إذا أصابت عمق كبـد .. تعالت جمالاً فأسقطت مقاماً كان في الماضي من الصلب في أشد .. وتلك نفرة ضعف أشد قوةً إذا باتت تحاور بغير شـد .. وجبال لا تحركها فلول الأرض ولكن تحركها إشارات البنان بكف يـد .
ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش