بسم الله الرحمن الرحيم
قصيــدة فـي الهـواء !!
يا من تريد الإنشـاد وتريد منا الإصغاء .. سمعنا الكثير فلم يكن إلا هبـاء .. وهم من الأماني ووعود بغير وفاء .. ولمحـات سراب ورسم في الهواء .. نمسك اليوم عن خطوات كانت فوق جمر ورمضاء .. ثم نرتحل بعد أن نقتل مشوار ذاك البكاء .. ونقف عند مفترق اللقـاء بعد كل ومل وعناء .. نكتم الجرح عميقاً ثم نهرب من أتون وابتلاء .. كم تواعدنا بحبور في جنات روح وفيحاء .. وبرونق طل وثياب سندس في وشاح الأتقياء .. وامتطينا الخيال أعراساً في زفة وخيلاء .. ومشى الحلم فينا عميقاً تصاحبه ملائكة رحمـاء .. وتلك زمرة الحسان في حلم وأعيان في خفـاء .. حجج من الوهن لا تروق للقلب وجدل في حدة الإملاء .. سمعنا وأطعنا ولكن هل لقينا غير صد وإبـاء .. ووعود بنعيم وصعود فوق درك الأحلام في يقظة جوفاء .. ومرت الأيام تلو أخرى دون شمس في السـماء .. وإشارات على البعد توحي بالرضى ولكن لا تصدق الأصداء .. كثرة الوعد أوجبت الشك وكثرة الأعذار أولدت الجفـاء .. والصبر مفقود والقلب يعجز عن صبر في ندرة العنقاء .. قدمت بالأمس بجديد وعد وبصفحة بيضـاء .. نثر وشعر وحروف منمقة وقصيدة عصمـاء .. ألقت الشعر في ساحة قد خلت من معظم الأحياء .. فلم يكن هناك زيد ولا عمرو ولا هند ولا أسماء .. إلا جريح يأخذ الخطوة قسراً ثم يغادر عمق ذاك الفناء .. ويكتم اللوعة في القلب بسموم من حية رقطاء .. ويلبس ثوب الحداد بوشاح في سواد الخنفساء . وما زالت تردد شعرها فتلك حروفها في صفحة الأجواء .. تلاعبها رياح الذكريات لعهد مات غدراً وافتراء . تبشر لغـد جديد بأعياد سوف تأتي بالهناء .. والقول معسول ولكن لم يكن في الساحة أحد من الأحيـاء . إلا بومة لا تسمع لأنها صماء وبكمـاء .
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش