بسم الله الرحمن الرحيم
ليــــل يأبـــى الرحيــل !!
مساحة من الليل عامرة بالسكون .. إلا خفقات قلب تلتزم وتيرة الهمس دون كلل أو ملل .. وقد استسلم الكون من حولنا لمشيئة الكرى .. أما ذلك القلب فقد أبا بعناد .. ثم أقبل موكب الخواطر في زفة عبر رياض الذكريات .. وأقامت خيمة الحزن فوق محراب القلب وساحاته .. ثم أوكدت أوتادها بأمراس كتان مع الكبد .. وأباحت للعيون أن تحكي كما تريد .. فأخذت تلك العيون تذرف بالمزيد .. فأشتكى الفؤاد من ثقل الهموم .. فأراحه الصدر بالنفخ والزفير .. ثم آهة عميقة صدرت من جوف قلب مثل بركان مثير .. لتملاً ساحة الأحزان بالويل والنحيب .. فجرت تلك الدموع كسيل قد أتى من فوق رابيـة تسيل .. وانزعج الليل من سكونه بأنـة تلو أنـة من القلب من حين لحين .. وتوقف الزمن متعجباً وقد نسي المضي كما يكون .. فطال ليل الحزن ولم ينجلي حتى يموت القلب كمداً من تلك الشجون .. تجلد يا قلبي فقد اقتربنا من موضع البحر .. وحينها سوف يغسل الطوفان ممرات الأتون .. وتنمو فوق فوهات البراكين أزهار وريحان .. ويعاود الزمن المسير .. فنلاحقه بالركض والتنكيل .. ودوماً سوف يسبقنا الزمان .. وتلك خاطرة نريح بها الفؤاد .. فهل تصدق الخواطر عندما يقبل الفجر على المكان ؟!
ـــــــــ
الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش