بسم الله الرحمن الرحيم
العــدو الذي نعـرفه !!
العـدو الذي نعرفه منذ نعومة أظفارنا .. هو ذلك الذي يمرح في متاهات الحزن فرحاً .. ويغسل الأنامل بدموع القتلى .. ويرقص طرباً من صيحات الثكلى .. ويسلب الخبز من أفواه الجوعى واليتامى .. ويجعل من دماء الأحرار مداداً ليكتب تاريخاً له بين الورى .. وقتل الأطفال والنساء ديدن يتشرف به جنده حتى يتوسم بوسام البطولات عند الذكرى .. يتألم بضحكات الأحرار أيمنا وجدوا .. ويتشرف بقتل الأشراف كلما اشرفوا .. إذا حدثت فتنة أو دمار أو كارثة في أية بقعة في العالم فلا بد أن تكون لهم بصمة الأيدي في القائمة .. يتظاهرون بالقوة والشدة في ساحات المعارك .. ويدعون بأنهم يمتلكون أحدث الأسلحة القتالية والفتاكة .. ومع ذلك فإن تجربة الحروب معهم أثبتت أنهم في كل المعارك السابقة عندما تحتمي الوطيس كانوا كفتيات الخدور يستنجدون بالغير مولولين .. ثم تمد جسور المدد من خلفاء الغدر .. وتلك حدثت في كل الحروب السابقة .. ثم بعدها كانوا يتبجحون بالانتصار بقوة جيش لا ينهزم .. واللغز الذي ما زال يحيرهم ويحير أهل الغرب كيف كل مرة عندما تلتقي جيوش بعتاد متواضعة مع جبروت الأسلحة الحديثة التي لديهم ثم تميل الكفة لصالح أهل الحق .. ثم تنتفض محافل الأعداء في كل بقعة في الأرض ليمدهم بالمدد والعتاد والدعم الفني والتكنولوجي حتى يعيدوا كفة الميزان إلى المعيار الذي يرغبون فيه !! .. والدارسون منهم لحل ذلك اللغز توصلوا إلى أن هناك سلاح آخر هو أقوى من كل شئ .. وهو سلاح العزيمة والإصرار والتفاني والرغبة بالتضحية بالنفس الكامنة في نفس الجندي لدى الآخرين .. وذلك سلاح يفتقده الجندي الصهيوني .. لم يكونوا في يوم من الأيام نداً بند في لقاء ولكن كانوا دائماً يحاربون من خلف الخلفاء .. الغدر والخيانة والمؤامرات والمكايد والحقد من أولى أولوياتهم .. حظائر خنازير برية أطهر من ساحاتهم .. كانوا أشد عداوة للإسلام والمسلمين عبر التاريخ .. وتلك خريطة إسرائيل الكبرى ما زالت حلم يراودهم .. فهي معلقة بقلوب الكثيرين من الصهاينة .. ودولة اليهود من الفرات للنيل أقصى هدفهم .. وهم اليوم يرددون نغمة إسرائيل دولة اليهود لكي يبرروا فيما بعد طرد أو إبادة الآلاف من الإخوة الفلسطينيين الأشراف الذين ما زالوا يتواجدون ويتمسكون بالأرض .. ويحاول ذلك العدو أن يغير صورته أمام العالم .. ويحاول أن يجمل سيرته .. ويحاول أن يظهر للعالم بأن اليهودي في أي مكان في العالم هو ذلك المظلوم الذي خرج من الإبادات الجماعية .. ومن محرقات الهولي كوست بأيد النازية .. ولكن المذابح التي تمت في الأمة الإسلامية من اليهود هي أفزع وأبشع كثيراً من تلك المحارق .. ولا يغيب عن الأذهان مذابح ( صبرا وشاتيلا ) .. وغيرها من المذابح والإبادات التي لحقت بالشعب الفلسطيني العزيز .. يدعون القوة والجبروت .. ومع ذلك يقيمون الأسوار والحصون خوفاً وجبناً .. والمتاريس في كل شبر من الأراضي المحتلة .
ــــــــــ
الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش