بسم الله الرحمن الرحيم
القـــلب المعــزول !!
الوجدان مشلول في غياهب عزلة .. وحيداً يشاطر الأحزان في صمت الليالي .. وتلك كانت قلعة الخوف في الأعماق منذ أن التقينا .. وكنا نخاف أن تأتي تلك اللحظة .. ولكنها أتت وبوادرها مثل خيط الهلال في بادئ الشهر .. نتمعن ونجتهد في رؤية هلال هالك .. ونتمنى أن تفقد العين قدرتها حتى لا ترى ذاك الهلال .. فنعيش في وهم الأمـل محفوفاً بسراب خادع .. ثم تجلى المستور يوماً عندما وقع المقدور .. وانقشعت السحب التي كانت تحجب الهـلال .. وكنا قد حذرنا القلب من قبل .. أن يعيش الوهم ويبنى جدار الشوق فوق أوهام الرمال .. لم يكن في الأمر ألم لو أنه سمع الكلام .. وابتعد من تلك المحافل التي ليس لنا فيها البقاء !! فأبى القلب وتمادى في اللقاء .. ثم هبت عاصفة الأحزان عندما غاب في الفجر بدر في السماء .. وترك القلب وحيداً يتحسس الدرب في قتامة الأجواء .. ينشد النور ولكن هيهات هيهات أن تعود في ساحتنا تلك الضياء !!
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش