بسم الله الرحمن الرحيم
لــن نعــود بالماضــي !!
فجأة تبدلت الصورة .. ودخلت النوايا تحت عدسة المجهر .. والشك بدأ يراود الذهن .. هل تلك الخطوات تمليها نوازع مكر ودهاء ؟؟ .. أم هي محاولات لتجديد الطلاء ؟ .. أم تمعن وإفراط في البذل والعطاء .. أم مجاراة لأناس تتنافس في شيمة الخيلاء .. أم هو ذلك الانفلات والتمرد الذي يرفض الانحناء ؟ .. ما الذي تبدل حتى تنزلت الرحمة الممنوعة ؟ .. وأزيلت الألغام المزروعة .. وعدلت مناسك العادات والتقاليد .. تلك المقدسة المشهورة .. كما أزيلت الأسلاك الشائكة حول الأعراف .. فأصبحت تلك المرنة الغير محظورة .. وتنزلت ملائكة الرحمة ترفرف بأجنحتها في محراب الصد والصدود !! .. وأضيئت أنوار البشاشة والبسمة فجأة لتطرد ملامح الصد والعبوس .. ولكن مهما كانت النوايا من تلك الانتفاضة الكبرى ومهما طالت مغريات الهمس والغمز واللمس فإن ماضي التاريخ قد أوجد الشك في الدواخل .. وتلك اليد الممدودة تخيف لأنها عودتنا أن تدس السم في الكؤوس .. والقلب قد يميل ليجاري الرقصة الجديدة إلا أن النفس تأبى أن تعيد السيرة في مشوار اللدغات .. وتأبى أن تدخل في تجربة جديدة حتى ولو كانت التجربة تحت قسم الولاء الجازم المكتوب .. وكم من شروط وقيود ماتت في الماضي حين أصبحت قرباناَ يقدم في محراب الخداع والمراوغة !! .. وتلك العهود في الماضي نالت الغدر بكثرة الصدود والهجران .. لتجلب للقلوب من أرحامها ألوان الويلات والحسرات .. وتلك جسور البين تناصفت مبتعدةَ لتحكي قصة شرخ في العلاقات .. أين الماضي الذي مات عجباَ بغير أسباب .. فكم رقصنا فوق بساط الورود فإذا بالأحقاد تبدل البساط أشواكاَ !!.. وكم فرحنا في مشاوير الماضي ثم شابت الفرحة لحظات البكاء .. وكم عزفنا ألحان الوفاء والإخلاص باللسان دون الوجدان .. وكم نزعنا تلك الحلقات الذهبية والفضية من الأنامل لترمى في سلة الأوحال .. وكم أحرقنا رسائل الحب لتحرق قلوباَ تمتطي الإخلاص .. والآن نشاهد جديد صفحة تطل من خلف الحجاب .. ونجهل النوايا التي من أجلها تفتح الأبواب .. ونحن قد أقسمنا بالله جازمين ووضعنا الكف فوق الكتاب .. بأن لا نفكر في مشاوير الماضي بالعودة والإياب .
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش