جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
حـــــديث العيــون والصمت المقدس !!
تسكن بالي وتعرف حالي ،، وأنا أسكن بالها وأعرف حالها ،، تغمرني بالمودة في أعماقها ،، وأكن لها قمة المحبة في أعماقي ،، كم وكم تضعني في حدقات عيونها !،، وكم وكم أضعها في طيات فؤادي !،، أخفي حبها في جوفي وأصون حبها بمثابة الألماس ،، وهي تخفي الحب في جوفها وتضعني خلف دثار الأضلاع سراَ مقدساَ لا يقبل المساس ،، كانت تخاطبني برموش العين ليكون الحوار بيني وبينها طوال المدى والسنوات ،، وكنت أخاطبها بالإشارات دون لفظ يجلب الانتباه في الساحات ،، ولم تتجرأ الألسن يوماً لتبوح بحرف يفضح الأسرار ،، فتلك البسمة اللطيفة مع رمشة العين كانت تمثل وسيلة الوصال والاتصال ،، كنا نلتمس مناقب العفاف دوماَ منذ مولد الحب والمشوار ،، وتلك الأيدي لم تتجرأ يوماَ لتتبادل الورود في حضرة الأشرار ،، وتلك الأنامل بيني وبينها لم تتجرأ يوماَ لتسطر حروفاَ في طيها تلك القلوب المجروحة بسهام الانشطار ،، وتلك المسافات بيني وبينها كانت تمثل دوماَ قمة العفة المقدسة التي توسمنا بالملائكة الأبرار ،، حين كانت ترغب في كلامي كانت تخاطبني بلغة التلميح والإشارة ،، وحين كنت أرغب في كلامها كنت أخاطبها بلغة الحياء والطهارة ،، لم نلتقي يوماً خلف سياج تلوث العفة بالظنون والإثارة ،، ورغم تلك الحيطة والحذر فقد نجحنا في مشاوير الغرام ،، وقد أقمنا عش المودة والمحبة قشةَ وقشةَ بمنتهى الشطارة والمهارة ،، كان الصمت رائدنا في بناء جسور المودة بيني وبينها خلف الستارة ،، فيا عجباَ ويا عجباً من تلك الخواطر النبيلة التي تبني القلاع والحصون دون حرف أو عبارة !! ،، وقد علمتنا تلك التجارب بأن الصمت يمثل سلاح الملائكة ،، وتلك السماء لا يسمع الناس ضجيجها ورغم ذلك فهي قائمة وشامخة .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش