جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
العزف على أوتار الأوجاع !!
قـــــال :
لقد سمعتك منذ الوهلة الأولى .. ولا تحسب بأني أصم يفقد السمع .. ولكن حرفك ذلك لم يطرب القلب .. ولم يدغدغ مكامن الحس .. وليس كل مقال يستحق ذلك السمع .. فتلك المسامع تعشق المعزوفة السمحة .. ولا ترضى بمهازل الحرف والكلمة .. والمقولة قد تكون عزيزة لدى قائلها .. ولكنها قد لا ترضي طموح الآخرين بالجملة .. فإذا كنت تدري تلك الحقيقة فلما لا تلزم الصمت لتملك العزة ؟؟ .. والمرء قد يعجبه حديث النفس بالفطرة .. ويظن أن الآخرين يشاركونه تلك النزعة .. وتلك معضلة تجعل القول لا تملك الوزن .. ويقال في الأمثال الشعبية : ( القرد في عين أمه يعادل الغزالة !! ) .. وكذا الكلمة المعيبة قد تعادل الغزالة في عين صاحب الكلمة !.. ولا يدري صاحب الحرف أن الحرف قد لا يجد الترحاب عند الرمية !.. فذلك الحرف قد يعادل العلقم في مذاق الجرعة .. جملة قد تعكر الأمزجة بقدر ينفر الخلائق بالإفراد والجملة .. وتلك معضلة تجعل المنابر جدلاً لا يروق لأهل الهمة .. واللبيب الفطن هو من يطلق القول بعد التدبر والحكمة .. ولا يسهب في سرد الحروف لمجرد النزعة .. يحسب حسابات المقال بدقة ويجعل للعبارات وزناً وقيمة .. فتلك أسواق الكلام صارمة ولا تقبل تلك الحروف المهينة .. والصمت جدل يجلب الوقار لأنفس تمارس الكبرياء والشكيمة .. وسكوتي لا يعد نقصاً في المقام ولكنه صمت عاقل لا يقبل الشتيمة !. ولقد أمسكت عن الرد بالرد لأن الندية تعني الهزيمة !.. ويقال أن الأسود لا تبادل القرود سجالاً لأنها تملك تلك العزيمة !.. وبالمثل فإن غابة الصمت لأهلها الكبار وغابة الصخب للصراصير الصغيرة .. فدعني أمارس الصمت ثم أرحل عنكم دون تلك السقطة الوخيمة .. كالراهب المبجل يغادر الدير وهو يردد تلك الترانيم في السريرة .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش