جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الخـــــــلط فـــــــي الأوراق بدرجـــــة الجنــــــــون !!
صال وجال في عنبر المجانين فلم يجد عاقلاُ واحداُ ينصت ويتفاهم .. وعندها أمسك المايك في الكف وصاح قائلاُ : ( ألا يوجد بينكم عاقل واحد يستمع ويتفاهم ؟؟ ) .. فردوا عليه جميعاُ قائلين : ( كأنك تسأل عن شخص أمي لا يكتب ولا يقرأ بين طلاب الجامعة !! ) .. تلك صورة تؤكد أن الناس في السودان اليوم بلغوا مرحلة الجنون والهستريا ثم يحسبون أنفسهم أعقل الناس .. كما يحسبون أن كل من يدعي العقل والحصافة هو ذلك المجنون الذي يستحق النعت والصفة !.. صورة تجسد قمة التناقضات في خطوات أهل السودان .. حيث أن الكل يدعي ما لا يملك ولا يقدر .. كما أن الكل ينادي بما لا يعقل ولا يجاري المنطق والصواب .. إصرار وعناد في كل مسارات الحوار والتفاهم .. وتلك الأطراف تضع الوقر في الآذان حتى لا تستمع لأصوات النداء .. ولا تميل لنصيحة الناصحين .. والكل في ساحة السودان اليوم يصوب موضع أقدامه حتى ولو كان يقف في أتون البراكين والأوحال !.. كما أن الكل في السودان اليوم يرفض حجة الآخر حتى ولو كان من الأنبياء والأخيار .. وذلك الشد والجذب قد أصبح جدلاُ وإدماناُ في أهل السودان .. ومن المفارقات العجيبة أن الكل يدعي حسن النوايا في الوقت الذي فيه الكل يزيل مفردات التسامح والتعايش والتفاهم والإخاء والمودة من قواميس النفوس !.. فكأن تلك المفردات تمثل العجز في المواقف والعيوب في الشخصيات .. ولا يدري هؤلاء أن تلك المفردات تمثل الترياق الذي يشفي من ترسبات الغل في النفوس .. والإنسان الذي يتمعن عميقاُ في أحوال السودان اليوم يقف حائراُ ووجلاُ من قتامه المصير والمجهول .. والأشد مرارة أن المتفحص المتعمق لا يرى أمامه حالياُ ذلك الشخص السوداني الواعي الماهر الذي يرتقي لمستوى الأحداث .. والذي يقود البلاد لبر الأمان .. وكل الإشارات والعلامات تؤكد أن كل من يسعى ويركض حالياُ لتولي الزمام لا يخلو من تلك العيوب المفجعة التي يؤكدها التاريخ وتقول عنها التجارب .. أما هؤلاء القادمون لأول مرة لتولي زمام الحكم في السودان فأمرهم في غيب المجهول .. وتلك قصة أخرى تحتمل الكثير والكثير من التكهنات .. فهؤلاء في جوهرهم وحقيقتهم يماثلون تلك البطيخة المقفولة .. فإما مذاق وحلاوة فيما بعد أو خيبة ومرارة فيما بعد !.. وفي كل الأحوال فإن المحصلة في كف المجهول .
الأوضاع في السودان اليوم تمر بمرحلة حساسة وقلقة للغاية .. حيث تكنفها الزوابع العنيفة .. وهي زوابع مبهمة وغير معروفة العواقب .. كما أنها زوابع مقرونة بأحداث ومستجدات لم تكن مألوفة وسائدة من قبل في مسار السودان .. والحالة برمتها تستوجب قلق وانزعاج الحادبين على مصلحة البلاد .. ومهما يجتهد المجتهدون في كشف أغوار وأسرار تلك الزوابع يقفون عاجزين وحائرين لفداحة الفوضى وكثرة الإرباك والارتباك .. وهنالك هالة من الضبابية والقتام التي تحجب الحقائق تعمداُ من جهات !.. وهنا لا بد من وقفة تقضي قمة الحرص والترقب الجاد من أبناء السودان الأوفياء .. حيث أن تلك المؤشرات تؤكد بأن مستقبل السودان على المحك والمجهول .. وأن مصير السودان عند مهب الرياح .. وتلك الصورة تخلق التوجس والوساوس في النفوس .. فقد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. وهي حصيلة لا ترغبها أغلبية الأمة .. ولكن هل يكفي مجرد الرغبة أو عدم الرغبة في منع المكروه والمرفوض ؟؟ .. كلا وألف كلا .. فلا بد من حرص وحراك وإحاطة لمجريات الأمور .. والخلاصة لا بد من القول بأن الضرورة تقتضى حالياُ قمة التكاتف والإخاء والوقفة الجماعية .. تلك الوقفة التي تمكننا من تفادي وقتل الكارثة في مهدها .. وقد جاء الوقت لتتجلى نزعة الوطنية الصادقة المخلصة المغروسة في النفوس .. تلك النزعة التي لا تقبل المهادنة أو المتاجرة والتلاعب بمصير الوطن العزيز .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش