جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الراثــي الـــذي يستحــــق الرثــــــاء !!
يعيش البعض طوال الحياة موهوماُ في مقدرات الذات الفكرية .. ويرى الصواب في مستوعباته الخاطئة .. كما يرى السلامة في توجهاته الهابطة .. علة في الاعتقاد تسندها علة الجهل بالعلة !. وتتعاظم قوة المحنة حين يتعاظم صاحب الداء بفرية التكبر والإحساس بالعظمة .. مما يخلق تركيبة من النواقض لهيكل يشتكي من ضعف الوجهة والنظرة .. جاهل يفرط في الجهالة ثم يضع علمه فوق علم العالمين دون حكمة .. والمعضلة الكبرى أنه يجهل مستوى الضحالة في إدراكه الذي لا يماثل قطرة !.. كما يجهل أن مخزون التحصيل لديه يعادل الصفر عند الحسبة .. فهو نكرة بالمعنى الحقيقي الذي يطابق القياس والفطرة .. مجرد هيكل أصم وأبكم لا يحتوي غير الفتات من الخردة .. عطاءه من ثمار المعارف لدى العلماء لا يستحق الانشغال والوقفة .. ولذا فإن العقلاء من الناس يتخطون أمثال هؤلاء تعمداُ بالتهميش والقفزة .. فئات من البشر تتجرأ بالاستهزاء رغم جهلها كالفقمة !.. وأكثر الضالين فوق وجه الأرض هم هؤلاء المبتلون بالأفكار العلمانية الخربة .. تلك الفئات من البشر التي تضل السبيل بفرية المهارة دون عـــــدة .. وهي فئات موبوءة تفتقد الإبداع والعبقرية الفذة .. وميولها لا تسلم من خطل الظنون عند الشدة .. علل توشم الصاحب بألوان الغباء مهما يدعي قوة الحنكة .. والباحث الفطن عن أسرار هؤلاء يكتشف أن الخلل في بوصلة عقولهم تلك التي تقود للظلمة .. عقول ترى الصواب باطلاُ كما ترى الباطل صواباُ بحجج مقلوبة الصورة .
ويماثلهم في النعوت هؤلاء الآخرون الذين يتشبثون بأفكار البشر الاجتهادية .. نجدهم دائماُ يتحاجون بأدلة الضلال والبلاهة التي تجلب العجب والسخرية .. ورغم تلك العلل الهابطة في مقدرات عقولهم الفاشلة فإنهم يرون الجهل في الآخرين دون حجة وأدلة .. والباحث المتعمق في عقول هؤلاء وتفكيرهم يكتشف أن الأنعام قد تكون أكثر تعقلاُ وإدراكاُ من هؤلاء رغم الغريزة والفطرة .. كما أن صفات التعالي والصلف تجعل من هؤلاء أمقت الخلائق في الأمــة .. حيث الضحالة الكبرى في جرأة أفكار تنطلق عن الهوى وقلة الحنكة .. هي أفكار مسلوبة من أضابير الجهل والجهلاء منذ عهود السحرة .. وقد يمضي بهم الغرور ليستخفوا بأفكار الأنبياء والرسل دون خشية .. بل قد تدفعهم العنجهية والضلال أن يتطاولوا على رب السماء رب العزة .. فهم هؤلاء الأوباش الذين يرون العقل والتدبير في جماد ( غير عاقل ) هي ( الطبيعة ) !.. ويعتقدون جازماُ أن الطبيعة وحدها هي التي تبني وتهدم كيف تشاء !.. سقطة وزلة تؤكد مدى ضحالة العقول لدى هؤلاء .. وهي عقول تضل الطريق حين تواكب نزعة الأهواء .. وكل زاوية في تلك العقول الخربة تشتكي من قلة التفكير وسلامة الأداء .. فهؤلاء يمارسون طقوساُ من الأفكار لا تشرف الإنسانية جمعاء .. ومن المضحك حقاُ أنهم يتباهوا بأفكارهم تلك الهابطة ويزعمون أنهم في أعلى درجات الذكاء .. ثم لا يزالوا يتطاولون ويتباهون بأفكارهم الملوثة وقد يرمون الآخرين بنظرات الاستخفاف والازدراء .. وتلك مسخرة ما بعدها مسخرة حين يستخف الجهلاء من عباقرة العلماء .. حينها تكون الصورة برمتها مقلوبة لدى هؤلاء البلهاء .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش